أفادت وكالة الأخبار الموريتانية بتبنِّي جماعةٍ متشددةٍ على صلةٍ بتنظيم القاعدة هجوماً مسلحاً أمس في العاصمة المالية باماكو أدَّى إلى احتجاز أكثر من 100 رهينة من عدة جنسيات وأوقع 22 قتيلاً على الأقل، ما استدعى تدخل قوات أجنبية للإنقاذ، فيما ندَّدت الأممالمتحدة بالعملية الإرهابية. وأبلغ مصدر عسكري لاحقاً بانتهاء عملية احتجاز الرهائن وبدء تأمين فندق «راديسون بلو» الذي تعرَّض للهجوم الدامي. وشاهد صحفي عناصر من الدفاع المدني وهم يُخرِجون الجثث من المبنى، بينما تردَّد أن مسؤولاً بلجيكياً من بين القتلى. وداهم المسلحون الفندق الذي يضم 190 غرفة في الساعة السابعة صباحاً بتوقيت جرينتش؛ إذ دخلوا بسيارةٍ تحمل لوحات أرقام دبلوماسية لتُسمَع بعدها أصوات عيارات نارية من رشاشات، وسط تأكيدات من مصادر باحتجاز 170 شخصاً عديد منهم أجانب. وبعد 9 ساعات تقريباً من بدء العملية التي استُخدِمَت فيها بنادق رشاشة؛ أعلن وزير الأمن المالي، ساليف تراوري، انتهاء احتجاز الرهائن بعدما اقتحمت القوات الخاصة التابعة للوزارة المبنى مدعومةً بقوات فرنسية وأمريكية. وصرح الوزير أمام الصحفيين مساءً بأن «المسلحين ليس لديهم أي رهينة في الوقت الحالي، فيما تتعقبهم القوات». وأفاد مصدر أمني أجنبي بإخراج 18 جثة من الفندق، بينما صرَّح مصدر عسكري مالي بمقتل اثنين من المهاجمين، ولم يتضح ما إذا كانت جثتيهما من بين جثث ال 18 قتيلاً. وكان من بين المحتجَزين موظفون في شركات طيران فرنسية وتركية ومواطنون هنود وصينيون. وأخرجت القوات الأمريكية الخاصة 6 أمريكيين على الأقل من الفندق، بينما أرسلت فرنسا عناصر من الشرطة شبه العسكرية المتخصصة في عمليات احتجاز الرهائن إلى باماكو للمساعدة. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الهجوم على الفندق. وشاهدت عناصر قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية أكثر من 24 جثة في المكان. ونقل المتحدث الأممي، ستيفان دوجاريك، عن بان كي مون إدانته الهجمات الإرهابية المروِّعة في فندق راديسون بلو، التي قُتِلَ فيها عددٌ من المدنيين وأصيب كثيرون غيرهم. وتضاربت الإفادات بشأن عدد القتلى بين 18 قتيلاً و22 و24 و27، ما يعني أن الحصيلة قد ترتفع لاحقاً. إلى ذلك؛ تبنَّت جماعة «المرابطون» المتشددة الهجوم، وقالت إنها تعاونت مع تنظيم القاعدة الإرهابي لتنفيذه، بحسب ما ذكرت وكالة الأخبار الموريتانية. ويتزعم هذه الجماعة المتشدد الجزائري، مختار بلمختار، الذي وردت تقارير عن قتله في غارة جوية أمريكية في يونيو الماضي، لكن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» نفى مقتله فيما بعد. ولم يرد أي تأكيد فوري على وجود علاقة بين هجوم باماكو واعتداءات باريس التي خلَّفت 130 قتيلاً الجمعة الماضية. وتشهد مالي عمليات للقوات الفرنسية ضد متطرفين في شمال إفريقيا. وسيطر متمردو الطوارق وعناصر جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة على شمال هذا البلد في منتصف عام 2012، قبل أن يُهزَموا في عملية قادتها باريس مطلع عام 2013.