خرج الفنان طلال سلامة في أول ظهور له على الساحة الفنية بصوته الجميل ليقدم لجمهور الرياضة هدية انغرست في الذاكرة وظلت تردد ردحاً من الزمن، بعد أن أطلقت ساق الكرة السعودية للريح، قبيل نهائيات كأس آسيا 84، “الله الله يا منتخبنا”. طلال لم يكن معروفاً في ذلك الوقت، وليس له أي حضور فني يذكر، وكانت هذه الأغنية التي صاغ كلماتها الشاعر محمد صالح نوار، ولحنها الراحل محمد شفيق، نقطة انطلاق رائعة له، وانطلق المنتخب السعودي محطماً الأرقام ومحققاً الأحلام. ارتبطت الأغنية بأمجاد فرقة الرعب وعرابها خليل الزياني في عام 84، وحين يأتي الذكر على باكورة إنجازات الكرة السعودية، ترتسم صورة صانع مجدها الحقيقي الأمير الراحل فيصل بن فهد، ف”رحم الله فيصل” هي العبارة الحاضرة مع كل إخفاق تمرّ به الكرة منذ ذلك الحين. وبعد هذا التاريخ بأربعة أعوام، في عام 88 فاجأ الفنان عبادي الجوهر جمهور الأخضر بأغنية من الطراز الثقيل، وأعد من الشاعر عبدالرحمن بن مساعد توليفة موسيقية جبارة، بثت قبيل المبارة النهائية مع كوريا الجنوبية في دوحة قطر، وكان المشهد فعلاً يقول “جاكم الإعصار”. وقبلها غنى الراحل طلال مداح “يا ناس الأخضر لا لعب”، وكان البركان يتفجر غضباً مع كل مواجهة، ثم حضرت رائعة محمد عبده “خضر الفنايل” لتضيف بعداً آخر على أفراح المنتخب السعودي مع كل انتصار، وكأن هذه الأغنيات جزء من صناعة الإنجاز. لاعبو المنتخب السعودي اليوم -كما يؤكد قدماء الأخضر- أخذتهم الماديات وتناسوا اللعب من أجل الوطن، فهل نحتاج إلى أغنيات تقيل عثرات المنتخب وتصرخ في أذن كل لاعب “العب يا كابتن، مثّل بلادك ولك الشرف”؟