كل شيء في محيطنا الحياتي من تقنيات، ومستحدثات العلم الحديث وعجائبه له وجهان (إيجابي وسلبي) أليس كذلك ؟! ومن يقول غير هذا فعليه مراجعة أقرب عيادة نفسية ! فالسكين وهي الآلة الحادة التي بمجرد ذكرها يتجه تفكيرنا نحو (السلخ والذبح) وهذا وجهها السلبي، لكننا لو عرفنا أنه دونها، لا يمكن لنا قطع (حبل) أو تقطيع (تفاحة) أو (ذبح أضحية العيد) أليس كذلك ؟ دعوني من خلال هذه (الفلسفة البسيطة) التي تفلسفت بها عليكم كمقدمة، أن أقول إن (السناب شات) له كذلك وجهان إيجابي وسلبي، فهو قد يؤدي دوراً توثيقياً للحظات جميلة، يوميات وحكايات كما يشار إليه، ورصد لمناظر جذابة، ووجوه غالية، ولحظات من العمر قد تصبح بعد لحظات من عبورها جزءاً من الماضي، ومن ثم تدخل إلى (درج الذكريات)، لكن مع الأسف حينما يتحول السناب إلى (استهبال وهبال وهياط) عند بعض «السنابيين» أقول بعضهم وليس الكل، من الذين يطلون علينا من غرف نومهم، وهم يرتدون (السروال والفنيلة) أو من فوق (أسرّتهم) بتفاهات، ونكات سامجة، وحركات استعراضية مخجلة، وكلمات سخيفة، وبعض الأحيان أشكال مقززة !! أحلف لكم «ولا بلاش» فهنا أقول بأن (السناب شات) بهذا الأسلوب التوظيفي هو في قمة جانبه السلبي (المفشّل) لصاحبه، وحقيقةً اليوم وصلنا إلى حد مضحك من مناظر نصادفها رغم أنوفنا في الطرقات، والأماكن العامة، حينما نرى شخصاً أمامنا أو خلفنا أو إلى جوارنا في الطائرة وقد اشتغل (بالسيلفي) وأخذ يصور بجواله وهو يتحدث و (يغني) و(يقهقه)، حقيقة إن (السناب شات) أصبح يشكل (ثقافة الجيل) ويصنع (جيلاً) أسموهم زوراً وبهتاناً (بالمشاهير!!) نعم مشاهير ولكنهم لا يمارسون سوى بطولة «الإضحاك والسخرية والازدراء» وبعضهم حوّله (لمنبر) من فوقه أو من خلفه – لست أعلم – يشتم، ويقزّم، ويفرض توجهاته وأفكاره، ويستعرض صوته، وكي أكون منصفاً، أستثني من (السنابيين) الذين وظفوه لخدمة (الفكر والسياحة، والخير)، وهناك حسابات (سنابات) يجدر بنا متابعتها، خاصة وقد أصبحت التقنية في جيوبنا وتسابقنا إلى «وسائد نومنا» وتحولت بديلاً عن الكتاب الذي كان آخر من يودعنا وتصافحه أعيننا ونحن في «خصام» مع النوم، بقي أن أقول لكم إنه في ثقافة بعضهم أصبح من (المعيب) ألا يصبح لديك حساب في (السناب شات) وبهذا المفهوم المقلوب عند (السنابيين) فأنا (يا محمد) إلى اليوم في نظرهم من أهل (العيب) الذين ليس لديهم حساب في السناب شات ، وفي لغة «المتثيقفين التنويريين» ! من (المتأخرين) أو (المتخلفين) وإلى إشعار آخر، ربما يطول أو يقصر، قد أدخل عالم السنابيين قريباً، ولكن لو دخلته فسيكون بطريقتي، وطريقة العقلاء وحدهم، وليس وفق الطريقة التي رأيت بعضهم عليها، حتى لو (عطس) لعمد إلى (تسنيبها) وأرسلها لمتابعيه وقال لهم بلا خجل «أبداً ما فيه شيء بس عطست وحبيت أخبركم إني رايح أفطر عند الفوال ….» ولله في خلقه شؤون !!