برر رئيس المجلس الاستشاري العلمي في مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة الدكتور أحمد الهرسي تأخر تطوير علاج ولقاح ضد فيروس كورونا بعدم وجود نموذج حيواني مناسب لإجراء اختبارات اللقاح والعلاج، وكذلك عدم التوصل إلى تحديد استجابة مناعية كافية ضد الفيروس. ولفت إلى أن الباحثين توصلوا خلال الأشهر القليلة الماضية، إلى استيلاد أنواع من الفئران المعدلة جينيا بحيث أصبحت تصاب بالفيروس وتحدث لها مضاعفات شبيهة لما يحدث في الإنسان. كما أنهم وجدوا أن حيواناً من فصيلة القرود الصغيرة يمكن أن يصاب بالفيروس مما يفتح الطريق للتجارب الخاصة بتطوير اللقاح. وأوضح الهرسي أن من الشروط الأساسية لتطوير أي لقاح وجود نموذج حيواني لديه مستقبلات للفيروس وتظهر عليه أعراض المرض بصورة مشابهة للإنسان بما في ذلك الوفاة عند حدوث الالتهاب الشديد، وهذا النموذج لم يكن متوفرا لفيروس كورونا، والفئران والأرانب التي تستخدم عادة لمثل هذه التجارب لا يصيبها الفيروس ولا يتسبب لها بأي أعراض، أما الإبل فجهاز مناعتها يختلف بشكل كبير ولا يمكن استخدامها لهذا الغرض. واستطرد شارحاً: لكي ينتج لقاح ضد أي فيروس يجب على الباحثين إيجاد نقاط على هذا الفيروس يمكنها تحفيز المناعة لإنتاج أنواع معينة من المضادات المناعية تكون قادرة على تحييد الفيروس وإبطال سلسلة تكاثره في خلايا الجسم، وهذا الأمر كان بمنتهى الصعوبة مع كورونا بسبب طبيعة تركيبه وقدرته على تفادي جهاز المناعة، ويدل ذلك على أن هناك أربعة من الفيروسات من فصيلة كورونا تسبب أنواعا من الزكام، ورغم إصابة الناس بها بشكل متكرر عبر السنين إلا أن جهاز المناعة غير قادر على منع العدوى المتكررة بها. إلى ذلك أكد عضو مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا جون واتسون إن الحصول على لقاح ضد الفيروس يعد تحديا لكن هناك تقدم ملحوظ في الأبحاث في هذا الجانب، لافتا إلى أنه من المهم أن نفهم قدر الإمكان طرق انتقال العدوى وطبيعة الفيروس قبل محاولة إيجاد أي لقاح جديد. وقال في تصريح على هامش زيارته الحالية للمملكة للاطلاع على الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تطبقها وزارة الصحة في الوقاية من الفيروس، إن المركز قدم الدعم لعديد من المشاريع مع وزارة الصحة من أجل معرفة مزيد عن الفيروس، مبيناً أن أحد هذه المشاريع هو جمع العينات المخبرية من المرضى. وأضاف: نحن أيضا نراقب عن كثب الفيروس نفسه، لنكون على علم بأي تغييرات في هيكل أو سلوك الفيروس، ونحن مهتمون أيضا بتحديد عوامل الخطر المحددة للعدوى. وأشار إلى أنه من المرجح أن يستمر وقوع الإصابات بالفيروس بسبب الاختلاط بالإبل، ومع ذلك فإن معظم الحالات البشرية المصابة هي نتيجة لانتقال العدوى داخل المنشآت الصحية؛ لذا يجب أن تكثف جهود الوقاية في المستشفيات. من جانبها أشارت عضو المركز سوزان جربر إلى أنه من الممكن أن ينتقل الفيروس عن طريق التعرض للإبل المصابة، ويمكن أيضاً أن تكون هناك مصادر أخرى للانتقال، لكن هناك أدلة قوية تربط انتقال فيروس كورونا للإنسان عن طريق الإبل. وهناك كثير لنتعلمه عن طبيعة اتصال الإبل بالبشر الذي قد يؤدي لإصابة بعضهم فقط بهذا الفيروس.