قال محللون إن شعوب الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية تترقب حزمة من القرارات الحاسمة، تخرج بها القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، التي تعقد الليلة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبمشاركة قادة وممثلي 33 دولة، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية. وأشاروا إلى أن القمة تأتي في ظل صراعات متعددة بين عدد من الدول، أسفرت عن تغييرات سياسية داخل عدد من الدول العربية، وتدخلات سافرة من إيران في شؤون عدد من الدول العربية، متمنين أن تسفر القمة عن فك احتكار الولاياتالمتحدة للهيمنة على المنطقة. وقال المحلل السياسي والاقتصادي ناصر المصري من دولة الكويت تعليقاً على القمة: «كخليجي، أنظر إلى القمة نظرة تفاؤل، حيث ننتظر أن تتطور علاقة الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية، وفق احتياجات الشعوب في الجانبين». ويضيف «على الجانب العربي، نتطلع إلى الاستفادة من الإمكانات التي لدى أمريكا الجنوبية في تحقيق التطلعات المتعددة، سواء في مجالات الأمن أو السلام، إضافة إلى الدفاع عن مصالحنا الاستراتيجية، خاصة أننا في حالة حرب مع تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب احتلال إيران ثلاث جزر إماراتية، كما تحتل العراق، وتساند النظام السوري ضد شعبه المغلوب على أمره، ولا ننسى تدخلاتها السافرة والإرهابية في بعض الدول الخليجية». وتابع المصري «هناك أعداء آخرون مباشرون وغير مباشرين لنا نحن العرب، ضد مصالح الدول العربية، من بينهم إسرائيل ومن يقف خلفها ويدعمها، وبالتالي الرهان على أمريكا الجنوبية يجب أن يكون واضحاً ومباشراً، ويجب أن يعرفوا ما الذي نريده منهم، وكذلك أن نعرف ما الذي يريدونه منا كعرب، خاصة أن لدول أمريكا الجنوبية سابق تجربة مع أمريكا التي ألحقت بها ضرراً كبيراً، خلال فترة زمنية سابقة، فيما يتعلق بالثورات التي حدثت في بعض دول أمريكا الجنوبية». وقال: «أمريكا تخلت عنا لصالح إيران، إضافة إلى دعمها المتواصل لإسرائيل ووقوفها ضد الشعب الفلسطيني، لذا حري بنا الاستفادة من تجربة أمريكا الجنوبية، وأن نتعلم منها». ويواصل المختص ناصر المصري حديثه قائلاً: «نحن في ورطة كبيرة كدول عربية إذا لم نتحرك سريعاً ونحرك الماء الراكد بتفعيل القرارات السابقة التي صدرت من القمم الثلاث، لذا يجب أن نعزز من ارتباطنا مع دول أمريكا الجنوبية سياسيّاً وعسكريّاً وأمنيّاً، ونعمل على زيادة عدد ممثلينا الدبلوماسيين لدى تلك الدول، بإنشاء معاهد أو كليات للتدريب الدبلوماسي بيننا وبينهم، وزيادة الصفقات العسكرية مع دول مثل البرازيل التي تشتهر بصناعة الطائرات الحربية والمدنية، هذه الصناعة قد تكون أقل تقنية من أمريكا في مجال صناعة الأسلحة، لكنها متطورة جداً، وبذلك نفك الاحتكار والارتباط مع أمريكا، الذي جعلنا نصاب في بعض الأحيان بشلل سياسي واقتصادي». ثورات العرب ويرى المحلل السياسي الدكتور نايف الفراج أن «القمة تكتسب أهمية كبرى خاصة للدول العربية، حيث إن بعضها تعيش اضطرابات سياسية بعدما شهدت ثورات داخلها، ولا تزال تعيش آثارها». ويضيف الفراج «الجميل في هذه القمة أنها تعزز التعاون بين عدد كبير من الدول، تصل إلى 33 دولة»، مضيفاً أن «الدول العربية وشعوبها بحاجة إلى إيجاد قنوات تواصل أخرى غير الدول الأوروبية وأمريكا، التي كانت مرتبطة بها لعقود طويلة، مما عزز احتكار العلاقات، وكنا نظن أنه لا فكاك منها، وأيضاً لا ننسى أن هناك أوجه تشابه بين الدول العربية وأمريكا الجنوبيه ثقافيّاً وتراثيّاً، ويتجسد ذلك فيما لمسناه من تعاطف من قِبلهم مع القضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين، ما يجعل التواصل السياسي معها سهلاً وميسراً». السوق الاستهلاكية وقال الدكتور الفراج: «التوافق العربي الأمريكي الجنوبي يهدف إلى المساهمة في إنجاح العملية الاقتصادية التي تشهدها المنطقتان العربية واللاتينية، مما سيكون له أثره في الاستقرار العالمي، لذا أتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة مزيداً من التعاون المشترك خاصة في المجال الاقتصادي والاستثماري، لاسيما أن أمريكا الجنوبية تمثل سوقاً استهلاكية كبيرة، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 400 مليون نسمة، أي حوالى 6 % من إجمالي سكان العالم، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نهاية العام 2014 نحو 30 مليار دولار، بعد أن كان حوالي 6 مليارات دولار في العام 2005 وقت انطلاق القمة في البرازيل».