في المفهوم العلمي أن التلوث هو إدخال الملوثات إلى البيئة الطبيعية مما يلحق الضرر بها ويسبب الاضطراب في النظام البيئي. أما في تعليمنا فإن التلوث يصبح أساس البيئة المدرسية قبل التعليمية وبها يكون تميز المدارس، فحين تجد إدارة المدرسة مهتمة بوضع كاميرات مراقبة للممرات والساحات الخارجية حتماً أن حالات التحرش الجسدي ستقل وذلك بحسب رؤية وخبرة المدير وأما عند وضع الكاميرات بداخل الفصول فإن النظافة وحب الطالب لفصله سيزداد حين يعلم أننا نراقبه وهو لا يراقب أفعاله مع الله ثم أخلاقه التي تربى عليها، وهو يرى قدوته يطالبه بشيء ويعمل العكس تماما. عندها لا يكتفي الطاقم الإداري بالمراقبة البصرية ولكن لزيادة التلوث البصري يضاف لها تلوث سمعي بوضع سماعات بداخل الفصول كل مهمتها رفع الصوت «الصياح» على الطالب الذي نشاهده من خلف الشاشات يتحرك من طاولته، والأعجب من ذلك أن كل الفصول وكل الممرات بداخل المدرسة تعلم وتعرف اسم الطالب وفصله بمجرد مناداتنا له بالميكروفون الخاص بالسماعات وتوبيخه على مسمع من الجميع.. ناهيك عن إزعاج المدرسين في لحظة شرحهم بداخل الفصول الأخرى. بعدها لا تستغرب إن كان الطالب يدخل إلى سجن يومي لا يستطيع التعبير عن حالته العمرية أو مراهقته التي خلقها الله له كفطرة داخله، ونحن بدورنا التربوي نكبتها بالكاميرات والسماعات والمراقبة الزائدة عن حدود نظرية التربية الحديثة وبذلك يرتاح المدير في التعامل وقيادة المدرسة دون الخروج من المكتب. ولزيادة التلوث التعليمي تجد أن إدارة التعليم الموقرة التي هي الجهة المشرفة على المدارس تعتبر هذا السجن مدرسة مميزة وتهديها درع الشكر والتقدير استناداً للتقارير الورقية لا الحقيقية. هنا أترك الباقي مستورًا وأنقل لكم معاناة يومية أسمعها وأعيشها وهي حقيقة ليست من الخيال.