أعلنت بغداد تلقيها الدفعة الأولى من مقاتلات (إل – 159) التشيكية المعدَّة للتدريب والمعارك، في وقتٍ تَواصَلَ الجدل بشأن الإصلاحات الحكومية مع تحذير رجل الدين البارز، علي السيستاني، البرلمان العراقي من عرقلتِها. وصوَّت البرلمان الإثنين الماضي لصالح منع رئيس الوزراء، حيدر العبادي، من تنفيذ خطته للإصلاح دون موافقة النواب. لكن رجل الدين، علي السيستاني، أبدى خلال خطبة الجمعة تخوفاً من استغلال الخلاف حول قانونية خطة العبادي كذريعةٍ لعرقلتها. ودعا السلطة التشريعية إلى عدم الالتفاف على «الخطوات الإصلاحية أو التسويف أو المماطلة في القيام بها استغلالاً لتراجع الضغط الشعبي في هذا الوقت»، لافتاً إلى وجوب سير هذه الخطوات في مسارات لا تخرج بها عن الأطر الدستورية والقانونية. وبعد احتجاجات شعبية حاشدة خلال الأشهر الماضية؛ أعلن العبادي إجراءاته في أغسطس بهدف القضاء على المحسوبية وانعدام الكفاءة في بلدٍ يواجه معركة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وبعد ساعاتٍ من خطبة السيستاني التي ألقاها مساعده أمس؛ بدا أن رئيس الوزراء يحاول تأكيد سلطته. وأذاع التليفزيون الحكومي تعليقاتٍ نُسِبَت إلى مصدرٍ مقربٍ من الحكومة أكد فيها أن رواتب النواب الثلاثة لرئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، والنواب الثلاثة لرئيس الوزراء الذين أُلغِيَت مناصبهم؛ توقفت بالفعل منذ بضعة أشهر. وأوضح المصدر، الذي حجب التليفزيون اسمه، أن «هؤلاء لا يمارسون أي عمل بصفتهم الحكومية»، مشدداً «لا تراجع عن القرار». وطبقاً للمصدر ذاته؛ فإنه «لا يمكن لسحب التفويض أو أي عراقيل يضعها الفاسدون أن توقف مسيرة الإصلاح» في إشارةٍ إلى تصويت البرلمان في وقت سابق من الأسبوع. وتحدى متظاهرون في بغداد ومدن أخرى أعمال العنف والحرارة الشديدة في صيف العام الماضي للاحتجاج على الكسب غير المشروع والمطالبة بتحسين خدمات المياه والكهرباء. وردَّت الحكومة بإصلاحات شملت إلغاء مجموعة من المناصب الرسمية العليا وعزل ثلث الوزراء وخفض الامتيازات والإجراءات الأمنية للسياسيين، كما أعادت فتح تحقيقات الفساد. لكن المشاحنات السياسية والمسائل القانونية عرقلت التنفيذ، كما فتُر حماس المتظاهرين. في سياقٍ آخر؛ أفادت بغداد بتلقيها الدفعة الأولى من مقاتلات «إل – 159» التشيكية التي يمكن استخدامها في التدريب والقتال. وبيَّن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، ناصر النوري، أن أول مقاتلتين من هذا الطراز وصلتا إلى قاعدة بلد الجوية أمس الأول. وترتدي هذه المقاتلات التي يمكن تزويدها بصواريخ أرض- جو وصواريخ جو- جو أهمية كبيرة بالنسبة إلى القوات الحكومية التي تتصدى لتنظيم «داعش». وفي يوليو الماضي؛ تلقَّت الوزارة 4 مقاتلات أمريكية من طراز «إف – 16» كدفعة أولى من 36 مقاتلة.