لم يدر في خاطري السفر من طريق غير المسلمين الذي يبدأ من مشعر عرفات ويتجه بمحاذاة جنوبمكةالمكرمة حتى مركز الشميسي على طريق جدة السريع إلا بعد أن أقنعني أحد أبنائي معللا ذلك بالبعد عن الازدحام داخل مكة ومن ثم التعرف على معالم جديدة لذلك الطريق. ولكن الذي رأيته أن هذا الطريق يتكون من مسار واحد ضيق وغارق بالظلام ويعاني من مشكلات سوء التخطيط وغياب الخدمات فضلا عن قلة التقاطعات وتذبذب وسائل الاتصال وكأنك تمر في صحراء موحشة فلا سيارات أمنية ولا خدمات بلدية ولا محطات خدمية. هذا الطريق عمره أربعون عاما وطوله 70 كيلومتراً تقريبا اشتهر عند عامة الناس بطريق الخواجات هذا الطريق يخدم المسلمين وغير المسلمين كما يخدم القرى العشوائية المحيطة به وبعض الشباب الفارين من كاميرات ساهر فوق كونه طريق القلابات التابعة للكسارات الخرسانية المجاورة لهذا الطريق، والمؤلم في ذلك أن الجهات المعنية في مكةالمكرمة تتنصل من مسؤوليتها عن هذا الطريق فأمانة العاصمة المقدسة تؤكد أن الطريق يقع خارج حدود الحرم وتحيل مسؤوليته إلى فرع النقل بالمنطقة ومرور العاصمة يدعي أن الطريق خارج تغطيته إلا في حالة وقوع حوادث لأنه يتبع الدوريات الأمنية ولطالما تعودنا على هذه التبريرات عند كثير من الإدارات والمراكز الإعلامية وإذا تجاوزنا التبريرات هذه سواء كانت صحيحة أم لا؟ فإن هذا الطريق والحق يقال قد شهد في السنوات الأخيرة تغييرا طفيفا لكنه لا يرقى ليكون بهذه الصورة لذا على وزارة النقل الالتفات لهذا الطريق ليس لأنه المتنفس الأول الذي يخدم المسلمين وغير المسلمين هناك وفي جميع أوقات السنة فحسب وإنما أيضاً للحد من كثرة الحوادث التي يشهدها هذا الطريق ومن أجل القضاء على المخططات العشوائية والعمالة السائبة.