«عليكم بتوجيه هذا السؤال إلى منظمة الأممالمتحدة»، بهذه العبارة المختصرة، رد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي على سؤال «الشرق» حول التأثير الذي يمكن أن تشكله الدول المصدرة للطاقة، على الدول التي ترفع من نسبة التلوث البيئي والاحتباس الحراري في الكرة الأرضية. ونفى النعيمي في سؤال آخر ل«الشرق»، قلة الدعم المادي الموجه لإنشاء مراكز أبحاث علمية مختصة في الاحتباس الحراري داخل المملكة، وقال: «لدينا مراكز أبحاث علمية، أنفق عليها بسخاء، وهي موجودة في جامعة كاوست وأرامكو ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ولكن نظرا لوجودها في أماكن متفرقة، لم يتعرف أحد على جهودها، رغم احتوائها على أحدث الأجهزة العلمية المتقدمة في هذا المجال، إضافة إلى وجود علماء ومختصين يعلمون في تلك المراكز، وأعتقد أنه لو وجدت هذه المراكز في مكان واحد، كما هو الحال في بعض الدول، فمن المؤكد أن يتعرف الجميع على جهودها». وأوضح النعيمي في المؤتمر الصحفي على هامش فعاليات الاجتماع الوزاري السادس للمنتدى القيادي لفصل الكربون، الذي يُعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، أن «السعودية ليست بحاجة ماسة لرفع الدعم المحلي على الطاقة». ورفض في الوقت ذاته فكرة أن تكون «أسعار الطاقة المحلية المنخفضة تمثل دعماً، لأن البنزين والكهرباء يباعان بأسعار تزيد عن كلفة الإنتاج»، مبيناً أن «كلفة إنتاج برميل النفط الخام في المملكة من بين أقل التكاليف في العالم، ونحن نساعد أهلنا في معايشهم، لكن هذا ليس دعما»، مضيفاً «لا يعود المرء، ويلغي المساعدة، إلا إذا كانت هناك حاجة ملحة لذلك، ولحسن الحظ فإن السعودية في الوقت الحالي لا تواجه مثل هذه الحاجة الملحة». وكشف النعيمي عن عزم الوزارة نشر خطة العمل الخاصة في المملكة الأسبوع المقبل، بشأن المناخ والمعروفة باسم «المساهمات المحددة على المستوى الوطني». وقال: «دول العالم لديها كميات كبيرة من الوقود الأحفوري، وهناك من يقول دعونا نتخلص من هذا الوقود من أجل التغيرات المناخية، ونحن نقول إن هذا فكر خاطئ»، مضيفاً أنه «من الواجب الاجتهاد وتطوير التقنيات لجعل الوقود الأحفوري صديقا للبيئة». وقال: «المؤتمر ناقش تجارب كل دولة في مجال الوقود الأحفوري والكربون، والسعودية لديها تجربة بدأت بها قبل ستة أشهر، وستخرج نتائجها خلال عامين أو ثلاثة». وأشار وزير النفط إلى أن «هذه مشاريع طويلة المدى، ومردودها كبير، لكن أهم ما فيها الذهاب إلى المعامل، وحجز ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى في الأرض لرفع كفاءة استخراج النفط». وحول إمكانية تأسيس شركات لتحويل الكربون إلى مطاط ومواد خام في المرحلة القادمة، أبان النعيمي أن السعودية تعمل على هذا الأمر حالياً، وأن العمل في مراحل تجريبية حالياً، لكن الغرض منها إثبات هذه التكنولوجيا لتقليل الانبعاثات». ووصف النعيمي التغير المناخي بأنه تحد يمكن التعامل معه من خلالِ الابتكار والإبداع والتقيمِ في مجالاتِ التقنيةِ والبحث. وأشار إلى أن مزيج الطاقة العالمي آخذ في التغير والتطور، وهو أمر جيد ومستحسن فالأشكال المختلفة من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة النووية والشمسية وطاقة الرياح، يتم استخدامها بشكل متزايد باعتبارها مكَملةً لأنواع الوقود الأحفوري لا بديلاً عنها، موضحاً أن استخدام جميع أشكال الطاقة سيكون ضروريا لتلبية احتياجات الأجيال المستقبلية ومتطلباتها. وأوضح وزير البترول أن جميع الدول الممثلة في المنتدى القيادي لفصل الكربونِ وغيرها توافق على أنَّ تقنيةَ استخلاصِ الكربونِ وتخزينه تمثل جزءاً بالغ الأهمية من السعيِ العالمي لخفضِ الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.