تمتاز محافظة بدر الجنوب بأجوائها السياحية ومقوماتها الطبيعية، التي تجعل منها مزاراً بهيجاً لكثير من السائحين وعشاق الطبيعة الفسيحة، إذ تتخللها الأودية الكبيرة المكسوّة بأشجار السدر، وتجمعات المياه المتفرقة، بسبب تساقط الأمطار عليها في أوقات متعددة خلال العام. وتقع المحافظة على بعد 160 كيلو متراً شمال غرب مدينة نجران، على خطي طول 47-52 وخطي عرض 19-20، ويحدها من الغرب والشمال محافظة ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير، ومن الشرق محافظتا حبونا وثار، ومن الجنوب مركز عاكفة وبئر عسكر التابعة لنجران، وتتوزع على مساحتها البالغة 4200 كيلو متر مربع، المراكز والقرى التي شملتها مشاريع التعليم والصحة وجلب المياه وإنشاء السدود والكهرباء، والأبرز مشاريع «مراكز التنمية الريفية»، حيث جعلوا لكل مركز نمو برنامجا خاصا يدفع بعجلة التطور في كل جهة بحسب طبيعتها ومميزاتها. وجال مندوب «واس» في المحافظة، بدءاً من مركز «هدادة» الواقع جنوباً، ويبعد عنها حوالي 60 كيلو متراً، وهو أول أجزاء المحافظة التي تقابل الداخل إليها، إذا كان متوجهاً إليها عن طريق الخط الرابط بين نجرانوعسير، ويتبع للمركز العديد من القرى والأحياء ومنها: صلة، العبالة، العطف، الطاهرة، الرون، رغوان، السامك، المرخ، الصماء، براش، وغيرها. وشيد في المركز سد هدادة في حي صلة، ويشتهر بمتنزه «موعاة»، حيث يمتد في غابة فائقة الجمال مكتنفة بأشجار الأراك والسدر، وفي طرفه قمّة تمكن الزائر من مشاهدة المتنزه بصور بانورامية. وبعد مركز «هدادة» يواجه الزائر مركز «الخانق» بعد عقبة «خيرة»، حيث يبعد عن المحافظة 17 كيلو متراً، ويمتاز ببيئته الزراعية التي تؤمن إنتاج القمح والذرة، ويتبع له قرى فرع الجبل، القرن، الحلمة، المجزعة، طليلة، رضية، قاب، قانية، شكلالة، المرقب، السوايل، علابة، ولقطة، حيث يمر بمركز الخانق واد من أكبر الأودية بعد وادي نجران الشهير، وهو وادي صيحان ويتميز الخانق أيضاً بغابتي كهلان وأمطاره كما يتميز بمرتفعاته الشاهقة ومناظره الخلابة. ويقع مركز الرحاب شرق محافظة بدر الجنوب بحوالي 42 كيلو متراً، ويضم قرى السلامة، وخضيران، والجديدة، فرعة، وغيرها، بينما يقع مركز لدمة غرب المحافظة بحوالي 40 كيلو متراً محاذياً لمحافظة ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير، ويضم قرى المرتجم، والحجف، والنهماء، والنظارة، والشبيكة، وغيرها. وعلى الطريق المعبد والحديث، تستقبل محافظة بدر الجنوب زائرها، بلافتة تحمل البيت الشعري الذي كتبه الدكتور غازي القصيبي – رحمه الله – عندما زارها، حين كان وزيراً للصناعة والكهرباء، «الناس تعشق بدراً في العلالي… ونحن غرامنا بدر الجنوب»، وكأنها تصف ارتفاعها وعلوها الذي جعل طقسها فاتناً، وسبباً في تردد الكثير إليها كل عام، حيث ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 3000 قدم، يساعد في جمال أجوائها توفر الخدمات التي يحتاجها زائرها، وتوفر المنتجات المحلية العضوية، وخصوصاً عسل السدر الأصلي، حيث ينتشر شجر السدر في شتى مراكز المحافظة وتشكل مصدراً لتغذية النحل إلى جانب الزهور والنباتات المورقة في الأودية والجبال. وتشتمل المحافظة على العديد من ملامح التراث وبيوت الطين القديمة، التي تتوسط قلب المحافظة، جنباً إلى جنب مع المباني الحديثة والمجمعات الحكومية، لتعطي شكلاً حضارياً خاصاً.