في ثقافة العمل التطوعي تظهر الفئات التي تعمل من أجل زرع نموذج مشرف لنوعية وكمية العمل الإنساني الخالص المبني على ثقافة التضحية بالوقت والجهد والمال لأجل بذر الخير، في حين أن هناك من يتلذذ بالتصنع بفعل العمل التطوعي وهو في غيبوبة الأنا على مركى الاستراحة! تأتي الجمعيات المهنية والخيرية خير نموذج للعمل التطوعي المبني على مفاهيم العطاء بالوقت والجهد بالشيء المثمر في سبيل تحقيق الأهداف العامة وهو عمل جبار في منظومة العمل التطوعي ومؤسسات العمل المدني التي تهدف لخدمة الإنسان.. هذا الهدف النبيل مع الأسف تحول لمسارين لا ثالث لهما إلا ما ندر.. الأول يندرج تحت بند الهياط الذي هاجم مجتمعنا في السنوات الأخيرة، فتجد من لا يعمل ولا حتى يشارك في حلقات النقاش والدعم حتى ولو برسالة تعزيز بالواتسآب وهو الذي يقف «مسنترا» لكل شاردة وواردة وهو «متكئ» في استراحة الغرام خصوصا إذا مر اسم نسائي في تويتر لا يتردد بالرد في حين الرجال ينتظرون منه رداً!! الفئة الأخرى التي تستفيد ماليا من الانضمام للجمعيات بالحصول على فوائد مالية كمشاركة في خدمة المجتمع وهم بالفعل يشاركون من غرف النوم بعد أن حصلوا على وثائق تؤكد الانضمام بالاسم لا الفعل!! إن ثقافة العمل التطوعي عمل إنساني ويتطلب التزاماً أخلاقياً ومهنياً قبل قبول العضوية من قبل من يدعي حب التطوع مهما كانت فئة المشارك من أستاذ جامعي إلى العاطل.. النموذج الثالث والنادر هو من يعمل بصمت لأجل الخير وصناعة نموذج فريد في وضع بصمة تحت شعار العمل لأجل الآخر. التطوع مسؤولية اجتماعية تستوجب القبول بالمشاركة بالحد الأدنى من الجهد.. مع الأسف تحول العمل التطوعي لمنظومة من سلسلة الهياط فالذي لا يعمل ولا يكلف نفسه حتى بشكر المساهمين تجده يترزز في المنصات والكراسي الأمامية خصوصا إذا كان هناك حضور من قبل النساء!! باختصار من يحضر لأجل التميلح فقد سلك مسلك مشية الغراب بين الرجال والسيدات!!