اعتبرت الأممالمتحدة أكثر من 30 ألف شخصٍ في جنوب السودان مُهدَّدين بالموت في المناطق التي دمرتها الحرب الأهلية، فيما حذَّرت من تعرُّض عشرات آلاف آخرين إلى مجاعةٍ وشيكةٍ، داعيةً إلى تقديم مساعدةٍ عاجلة. وذكرت ثلاث وكالات أممية، هي: «برنامج التنمية» و»صندوق الطفولة (يونيسيف)» و»منظمة الأغذية والزراعة (فاو)»، أن المجاعة لم تُعلَن رسمياً في هذا البلد «لكنه يمرُّ بأسوأ مرحلة خلال 22 شهراً من النزاع، الذي شَهِدَ ارتكاب فظاعات واتهامات بجرائم حرب وإعاقة لوصول المساعدة الإنسانية». وأفادت الوكالات الثلاث، في بيانٍ مشترك، بأن «30 ألف شخص على الأقل يعيشون في ظروف مزرية ومُهدَّدون بالموت جوعاً». وتقع المناطق الأكثر تضرراً من النزاع في ولاية الوحدة في شمال البلد الغني بالنفط، بحسب البيان المشترك. وبالرغم من اتفاق سلامٍ أُبرِمَ في أواخر أغسطس الماضي؛ ما زالت الولاية تشهد معارك عنيفة تتخللها أعمال خطف كثيفة واغتصاب نساء وأطفال. ويُعنَى بهذه الأزمة نحو 3.9 مليون شخص يشكلون ثلث إجمالي السكان على المستوى الوطني. وارتفع عدد هؤلاء بنسبة 80% مقارنة بالفترة نفسها من 2014. وهناك معاييرٌ تقنية لتحديد وضع المجاعة يجمعها «الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي». ويحدد الإطار خمس مراحل ممكنة في الوضع الغذائي لبلدٍ ما، وتوصف المرحلة الخامسة ب «الكارثة/المجاعة». وتُعلَن هذه الحالة حين تُطاوِل أكثر من 20% من سكان منطقة، وحين تصل نسبة الوفيات إلى شخصين اثنين لكل عشرة آلاف يومياً. وحذر تقرير للإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي، نشرته الأممالمتحدة أمس، من «أنه بدون تقديم مساعدة إنسانية فورية وعاجلة؛ فإن الوضع سيتدهور في جنوب السودان على الأرجح ليصل إلى المجاعة بالنسبة ل 30 ألف شخص». وفي حين تم تصنيف مناطق واسعة من ولايتي الوحدة والنيل الأعلى (شمال شرق) في المرحلة الرابعة «الطوارئ»؛ فإن بعض مناطق الوحدة صُنِّفَت للمرة الأولى في المرحلة الخامسة. ولاحظ تقرير آلية الإطار أنها «المرة الأولى منذ بدء الحرب في هذا البلد، التي يُحدِّد فيها تحليلٌ أن قسماً ما من السكان وصل إلى المرحلة الخامسة، التي يطلق عليها مرحلة الكارثة». والمناطق الأشد تضرراً هي: لير وغويت وكوش ومايندي، وهي بلدات بلغ فيها العنف حداً دفع المنظمات غير الحكومية للانسحاب منها في الأشهر الأخيرة. وعلَّقت مسؤولة برنامج الأغذية العالمي في جوبا، جويس لوما، بقولها «الناس باتوا على حافة كارثة يمكن تفاديها». ويشهد هذا البلد منذ ديسمبر 2013 حرباً بين الجيش النظامي الموالي للرئيس، سلفا كير، والمتمردين بقيادة نائبه السابق وخصمه، رياك مشار. وأدت الحرب الأهلية، التي طبعتها المجازر والفظائع المروعة من الطرفين إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح حوالي 2.2 مليون شخص.