دعا وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيّل اليوم في البرنامج الوطني لوقاية الطلاب والطالبات من الانحرافات السلوكية "فطن" الذي تنفذه وزارة التعليم على مستوى مناطق ومحافظات المملكة، الشباب إلى ضرورة اليقظة والحذر، ومواكبة الأحداث بمستوى عالٍ من الحصانة الفكرية والمجتمعية. وألقى الدخيل كلمة خلال الحفل أكد خلالها أن المرحلة الحالية التي تمر بها بلادنا العزيزة تتطلب من الجميع وخاصة الشباب أن يكونوا على قدر كبير من اليقظة والحذر، ومواكبة الأحداث بمستوى عالٍ من الحصانة الفكرية والمجتمعية، والمشاركة الفاعلة في البرامج التي تُعنى بتنمية المهارات الذاتية، وتطوير مستوى التفكير الناقد لدى الشباب، مبيناً أن المعرفة وحدها لا تصنع مهارة مالم يتبع ذلك ممارسة مستمرة، تؤصل في النفس القيم السامية والأفكار الإيجابية البناءة. وقال : إن تكامل الجهود وتوظيف البرامج والمشروعات باتجاه صناعة جيلٍ وطني فطنٍ ذكيٍ، قادر على مواجهة مشكلاته والتعامل معها، مهمّة ليس من السهل تحقيق أهدافها دون أن يكون هناك أي إطار مرجعي منظم يحكم تلك البرامج والمشروعات ضمن المنظومة التعليمية التي يعَّول عليها في بناء الفرد؛ ليكون الجيل القادم هو الاستثمار الوطني الأمثل لهذه البلاد في مواجهة من يتربصون بالمجتمع وأفراده. وأشار إلى أن برنامج "فطن" يأتي إيمانا من وزارة التعليم بدورها الرئيس ورسالتها السامية في تنشئة جيل مؤمن بدينه، وسطي في منهجه، محب لقادته ووطنه، وإبعاده عن الانتماءات المشبوهة أو تبني أي أفكار ضالة لاتستند إلى علم أو حقيقة. وأضاف: إننا في وزارة التعليم نسعى من خلال هذا البرنامج وبمشاركة تكاملية وفاعلة مع وزارة الداخلية إلى حفظ شبابنا بعد الله من السقوط في براثن الانحراف السلوكي والفكري، وسنستثمر البرنامج في مساراته الميدانية والإعلامية، للاستفادة من المعلم القدوة، والمنهج الدراسي والأنشطة المصاحبة، ومصادر التعلم، ودور أكبر للمدرسة من خلال برامجها وفعالياتها المختلفة التي تعزز القيم الوطنية، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي والتقنية الإلكترونية في تنمية تلك المهارات. وبين أن مايتم تداوله حالياً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من هجمات مسعورة ، فضلاً عن الألعاب الإلكترونية التي تدعو للتطرف الفكري والخطيرة التي استُغلت من قبل ذوي النفوس الدنيئة لاستهداف صغار السن الأطفال والناشئة للعبث بأفكارهم وزرع العدوانية والإجرام في سلوكهم، يؤكد أهمية التكوين الشخصي والاجتماعي لأبنائنا لوقاية أنفسهم ومجتمعهم منها ، ويؤكد كذلك ضرورة أن نكون على مستوى الحدث من خلال مانقدمه ونتعامل معه بفكر أكثر واقعية، ويتماشى مع التطورات المتسارعة ممتلكين مهارات التحليل والاستنباط والتثبت، مؤمنين بما وهب الله قيادتنا الرشيدة من حكمة نستمد منها العون بعد الله في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره. ودعا إلى أهمية مشاركة المجتمع مع وزارة التعليم لتحقيق هذا الهدف الوطني السامي ليكون جيلُ الوطن جيلا فطنا بأسرع مما خطط له، متطلعاً لمزيد من العناية والاهتمام بالدور الكبير للأسرة وارتباطها بالمدرسة لتحقيق التواصل ومدّ الجسور بينهما خدمة لأبنائنا. وأفاد أن العمل في المجال الوقائي التربوي يستغرق بعض الوقت في تحقيق النتائج، إلا أن آثاره بمشيئة الله تعالى ستكون إيجابية وذات تأثير كبير على جيل الشباب، مقدما شكره لجميع اللجان التي عملت ليكون فطن واقعاً ملموساً يبدأ ممارساته الميدانية والإعلامية انطلاقاً من هذا اليوم ليكمل مسيرة مرحلة التهيئة والإعداد الميدانية في مجال التدريب.