أنحى المشاركون في ندوة (السلوك الاستهلاكي بين التسويق والعادات الاجتماعية) باللائمة على الإعلام في خلق رغبات غير حقيقية للشراء، معتبرين أنه يعتمد على خصائص ومميزات مبالغ فيها، وقالوا إن الإعلام يستخدم وسائل غير مناسبة لإثارة المستهلك، مركزا على المؤثرات النفسية والعاطفية التي لا تخاطب العقل ولا تتضمن المعلومات الصحيحة.ورأت نائبة رئيس مشروع الاستهلاك الذكي،الاستشارية السلوكية بشرى محروس، في الندوة التي نظمها منتدى الاقتصاد والتنمية في القطيف أمس الأول ،أن الاستهلاك سلوك مكتسب بالنمذجة والمحاكاة، مؤكدة أن الاستهلاك السلبي يؤثر على خطط التنمية، وهو ظاهرة يحاول فيه الفرد الحصول على أشياء غير ضرورية بزعم أنها مقاييس للمكانة الاجتماعية ومصدر للهناء الفردي. وقسمت العوامل المؤثرة على السلوك الاستهلاكي إلى داخلية مثل الإدراك والتعليم والشخصية، وخارجية كالثقافة . من جهته ، ركز مدير إحدى شركات الاستشارات التسويقية أسامة السنان على فهم الطبيعة البشرية الاستهلاكية، لافتا إلى أن الاستهلاك العام، هو سلوك في ازدياد مستمر، فاتخاذ قرار الشراء ينتج عن مشكلة أو حاجة، يليها البحث، فتقييم الخيارات، فاتخاذ القرار، ونتيجة هذا القرار هو الرضى أو الندم. وأكد أن اتخاذ قرار الشراء ناتج عن العاطفة عند النساء والرجال، فالقلب يبدأ بإرسال الإشارات للعقل ليعطي مسوغات عقلانية تدفع لاتخاذ القرار، فأحيانا نقرر أن شكلنا الاجتماعي أهم من القيمة المادية التي ندفعها. وأشار إلى أن الدعاية والإعلان يمثلان ربع العملية التسويقية، فالجودة وطريقة التوزيع والتسعير، مؤشرات رئيسة في نجاح السلعة واستمرارها، وربط بين مفهوم الجودة وارتفاع السعر عند غالبية المستهلكين، موضحا أن التجار والمسوقين يفهمون هذه النقطة جيدا، ما يمكنهم من استغلالها لصالحهم.وانتقد السنان غياب الهيئات الفاعلة التي تحمي المستهلك من الزخم الإعلامي، مشيرا إلى أنه بإمكان كل فرد خلق «جمعية حماية مستهلك» خاصة به، من أصحابه ومعارفه، لأن رسالة المجتمع صمام أمان، وطاقة تملك صوتا لإرسال المفاضلات بين السلع، مشيرا إلى سهولة تصاعد السلوك الاستهلاكي بسبب عدم تقنين الوزارات للدعايات والإعلانات في قنوات التلفزة. وذكر أن التاجر قد يخلق سلعة للمحتاج أو يخلق الحاجة للسلعة في نفوس المستهلكين بتعزيزها بأسباب للتصديق.