في وقتٍ تستعد لجنة حقوق الإنسان العربية لإعلان تقريرها عن انتهاكاتٍ ارتكبها الحوثيون في عدن؛ شدَّد العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، على صواب القرار السعودي بالتدخُّل مع دولٍ أخرى لتثبيت الشرعية في اليمن ووقف التدخلات الخارجية فيه. ودعا إلى عملٍ عربيّ جماعيّ للتعامل مع الأحداث الجِسَام في المنطقة التي أرغمت سكان عددٍ من الدول على النزوح الجماعي والهجرة. ووصف الملك حمد بن عيسى، خلال كلمةٍ وجَّهها أمس الأحد إلى مجلسي النواب والشورى البحرينيَين، موقف بلاده تجاه عملية «عاصفة الحزم» ب «الحاسم» متمثِّلاً في المشاركة في العمليات العسكرية «من منطلق ما يمليه عليها واجب وشرف الدفاع عن المنطقة وإعادة الشرعية في اليمن وحماية شعبه واسترجاع أمنه». ولفت إلى مسارٍ موازٍ أسهمت المنامة عبره في عمليات الإغاثة الإنسانية المتواصلة بغرض رفع المعاناة عن اليمنيين وضمان سرعة تحقيق الأمن والاستقرار في بلادهم «التي تربطنا بها المواثيق والاتفاقيات في إطار العمل الخليجي المشترك». وأكد الملك أن «أحداث اليمن أثبتت في ظل ما شهدته ساحته من انقلاب على الشرعية والتدخلات الخارجية صواب قرار السعودية بضرورة التدخل مع دول عربية أخرى من خلال عاصفة الحزم وإعادة الأمل لتثبيت الشرعية ووقف التدخلات والأطماع الخارجية». واعتبر أيضاً أن ما يشهده المحيط العربي من أحداثٍ جسامٍ تهدِّد أمن وسلامة ووحدة دولٍ شقيقةٍ وترغم مواطنيها على الهجرة والنزوح الجماعي؛ تتطلب عملاً جماعياً في إطار جامعة الدول العربية. ميدانياً؛ جدَّدت مقاتلات التحالف العربي قصفها مواقع ومعسكرات موالية للحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، في صنعاء. وعاين سكانٌ فيها أكثر من 10 غارات شنَّتها المقاتلات أمس مستهدِفةً مخازن أسلحة في معسكرات جنوب العاصمة. ومن بين الأهداف التي تم قصفها مواقع عسكرية في جبال النهدين ودار الرئاسة، بحسب مصادر متطابقة. في المقابل؛ اقتحمت الميليشيات الحوثية في وقت متأخر من مساء أمس الأول مقر الكلية البحرية في محافظة الحديدة (غرب) واستولت على مخازن التسليح الموجودة فيه. وأفاد مصدرٌ في قيادة المنطقة العسكرية الخامسة، ومقرها الحديدة، ب «اقتحام مجموعة مسلحة تابعة لميليشيا الحوثي الكلية والإقدام على نهب محتويات المخازن من أسلحة خفيفة ومتوسطة». وكشف المصدر عن رفع قيادة الكلية بلاغاً لوزارة الداخلية «التي اكتفت في ردها بالتعبير عن استنكارها لما حدث». إلى ذلك؛ تعرض لجنة حقوق الإنسان العربية (لجنة الميثاق) اليوم الإثنين في القاهرة نتائج تقريرٍ عن الحالة الحقوقية داخل الأراضي اليمنية. ويرصد التقرير انتهاكاتٍ حوثية لأحكام الميثاق العربي لحقوق الإنسان، بحسب اللجنة. وكان محققون ميدانيون يمثلونها زاروا عدن (جنوب) قبل أسابيع للوقوف على ما وقع خلال محاولة المتمردين اجتياح المدينة. ودعت اللجنة، التي يرأسها الدكتور هادي اليامي، هيئات حماية حقوق الإنسان في الجامعة العربية والأمم المتحدة، خاصةً مجلس حقوق الإنسان الأممي في جنيف، إلى التحرك الفوري للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات وإعداد تقرير عنها تمهيداً لملاحقة المتورطين.