أصبحت الممرضة أريج القحطاني شخصية جدلية بعدما سارعت إلى إنقاذ أحد المواطنين إثر تعرضه للإصابة بثلاث طلقات نارية داخل أحد المراكز التجارية شرق مدينة الرياض؛ فقد تمكنت من إنقاذ روحه في الوقت المناسب قبل وصول الشرطة وسيارة الإسعاف. ونظير شجاعتها في هذا الموقف تم تعيينها بأمر من الأمير متعب بن عبدالعزيز في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني. أريج القحطاني أصبحت شخصية جدلية كونها امرأة جمعت بين المستحيلات الثلاثة في مجتمع يحث الخطى بتباطؤ شديد نحو الاعتراف بقدرة المرأة السعودية على التصرف بحكمة وشجاعة في الأزمات، مجتمع لا يعترف بحاجة المرأة الماسة إلى وظيفة تقتات منها بدلاً من التسكع في الأسواق، ومجتمع لا يؤمن بأن التمريض مهنة شريفة لا تستحق التهميش في عالم بات الإنسان يمرض فيه أكثر مما يموت! بالأمس وقفت أريج القحطاني أمام الكاميرا تصف ببساطة قصة اندفاعها عكس التيار، نعم هكذا هو مسارها، فالمتسوقون يصرخون ويتسارعون إلى خارج السوق بينما هي تسلم حقيبتها لأختها لتعود مرة أخرى نحو مصدر الاستغاثة فغريزة مداواة وتمريض الإنسان تعيش في دمها وتدفعها من حيث لا تدري إلى مسرح إعادة نبض وربط شريان مقطوع وتقطيب جرح وإعادة وعي إنسان. فهل اقتنعنا الآن بأن الممرضة تعيد وعي الإنسان كما المعلم؟ السؤال الذي أعاد للرجل النازف على الأرض وعيه.. «ما اسمك؟» ليرد عليها بأنه مدرك وأنه يعي ما حوله، ومن ثم تسارع إلى قطعة قماش لتوقف نزيف دمٍ فوق أرض تغطت به بغير وجه حق لتنقذ روحاً كما يفعل أي رجل أمن!! والأمير متعب بن عبدالله لم يجانب الصواب بقرار تعيينها ممرضة في الحرس الوطني، فقد خرج بها من غيبوبة السوق إلى وعي المعلم ورجل الأمن.. شكراً أريج.. شكراً متعب.