عززت فتاة سعودية النظرة الإيجابية لدى السعوديين تجاه مهنة التمريض، حين بادرت إلى إنقاذ مصاب مضرّجاً بدمائه في أحد أسواق الرياض الأربعاء الماضي. ولاقى موقف الفتاة «البطولي» تفاعلاً واسعاًَ عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لم يدر بذهن أريج القحطاني، الحاصلة على شهادة التمريض، أن بخطوتها الإنسانية هذه، التي تتسم بالشجاعة والإقدام، ستقدم إلى وظيفة في مجال تخصصها وتفوز بها، إذ تم تعيينها بعد الحادثة ممرضة في مستشفى الحرس الوطني بتوجيه من وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، تكريماً لها على وقفتها الإنسانية مع المصاب، وإسعافها له. وبدأت قصة أريج أثناء تسوقها في أحد مجمعات الرياض الأربعاء الماضي، برفقة والدتها وشقيقتها، إذ سمعت طلقات نارية، ما دفعها إلى التوجه إلى مصدر الصوت، وإذ بها أمام رجل ملقى على الأرض، إثر إصابته بطلق ناري، والدم ينزف منه. فيما فر الشخص الآخر الذي أطلق النار هارباً. ولأن هاجسها الوحيد في ذلك الوقت هو تقديم الإسعافات الأولية لمن هو في حاجة إليها، لم تتقاعس أمام مشهد الدماء عن فعل الواجب الذي تمليه عليها مهنتها «التمريض»، فبادرت مسرعة إلى إسعافه، إلى أن وصلت سيارة الإسعاف. وتم نقله إلى المستشفى، لتثبت للجميع أن «المرأة السعودية قادرة على العطاء ومقدامة في مساعدة الغير» بحسب تعبيرها. وذكرت أريج عبر تغريدات في حسابها على «تويتر» أنها كانت تتسوق وقت الحادثة، فهرعت إلى إسعاف المصاب «كنت في الموقع، وأسعفت الشخص المصاب وإن شاء الله أنه بخير، ثلاث طلقات قدرت أسيطر على حالته إلى أن وصل الإسعاف»، مبينة كيفية مباشرتها إسعافه: «استخدمت الملابس المعروضة للبيع في أحد المحال المجاورة لإنقاذ المصاب، كنت أراقب نبضه وتنفسه، وأحرص على أن يكون في وعيه، كي لا يدخل في غيبوبة». وأشارت أريج إلى أن الإصابة في الجهة اليسرى من الرئة، ما جعلها تستخدم قميص من محل ملابس وضعته تحت جسد المصاب، ثم حركته إلى الجهة الأخرى مكان الإصابة. وعزت ذلك إلى أن «تنفسه بدأ يقل بسبب وجود الدم في الرئة جراء النزف». وتؤمن أريج بأن مهنتها «إنسانية»، ففي تغريدة أخرى قالت: «التمريض لا يستحق التهميش، وهو أمانة نقوم بها على أكمل وجه داخل المستشفى أو خارجه». وتضمنت تغريداتها الشكر لوزير الحرس الوطني على تعيينها في مستشفى الحرس الوطني. كما شكرت كل من دعمها وشجعها على ما قامت به، معتبرة مبادرتها الإنسانية «واجباً نابعاً من محبتي لوطني ومهنتي». وتفاعل ناشطون كثر مع مبادرة القحطاني الإنسانية عبر «هاشتاغات» عدة في «تويتر» و«إنستغرام»، واصفين شجاعتها ب«العمل البطولي والمشرف للمرأة السعودية، الذي يفتخر به الوطن». فيما اعتبر آخرون أن صنيعها بمثابة «ردٍ أخرس أفواه من يرفضون عمل المرأة السعودية في مجال التمريض».