حذَّر مفتي عام المملكة، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، من أعداءٍ متربصين بالإسلام يلبسون ثيابه كذباً وزوراً ويرفعون شعارات الدفاع عن أمَّتِه لخداع الجهلة والعوام، داعياً إلى التصدي لهذه الفئة الضالة وردِّها وبيان أخطائها والتعاون لكشف خفاياها. وندَّد المفتي، خلال خطبةٍ ألقاها أمس من مسجد نَمِرَة في عرفات، بالشذوذ عن جماعة المسلمين والخروج عنهم وتكفيرهم واستباحة دمائهم بالأعمال الانتحارية التي دمَّرت مساجد الآمنين، ووصف هذا الفكر بالخبيث، محذراً الشباب منه. وعدَّ آل الشيخ الحوثيين في اليمن جماعةً مجرمة آثمة ظالمة تحمل فكراً خبيثاً وتناوئ أخلاق المسلمين؛ إذ تنشر الفوضى في بلادهم مانحةً الفرصة لأعداء الإسلام لاستغلال الثروات وتهديد الأمن. وبيَّن أنهم سبُّوا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكفَّروا في منابرهم أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- وقالوا في عائشة -رضي الله عنها- كذباً وزوراً، مؤكداً أن المملكة هبَّت إلى نصرة اليمن بكل ما يمكن من قوة لتخليصه من ظلم الظالمين وعدوان المعتدين. ووجَّه المفتي حديثه إلى القادة المسلمين، ودعاهم إلى الاتحاد للوقوف أمام كل التحديات التي تُحَاك ضد الإسلام وأهله، ملاحِظاً أن الأعداء يخططون وينظمون وينفذون. ولفت انتباه قادة المسلمين في الوقت نفسه إلى ما تحت أيديهم من شعوب ورعاية «لأن ولايتهم عليهم أمانة»، مشدداً على وجوب التعامل مع الرعايا باللين والحكم بالعدل وتأمين الحاجيات من وظيفة وعلاج ونحو ذلك. وتطرق آل الشيخ إلى دور وسائل الإعلام؛ إذ حذر القائمين عليها من نشر الأفكار المنحرفة والآراء الشاذة، وطالب بتحويل الإعلام إلى وسيلة لجمع الكلمة وتوحيد الصف، قائلاً «اجعلوه إعلاماً صادقاً يدعو إلى الله لا إعلام يُفرِّق الأمة». وكان الحجاج توافدوا منذ الساعات الأولى لصباح أمس الأربعاء إلى مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً اقتداءً بالسنة النبوية والاستماع إلى خطبة عرفة. وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع بضيوف الرحمن، كما امتلأت الساحات المحيطة التي تبلغ مساحتها 8 آلاف متر مربع. وتقدَّم المصلين مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل. بدأ المفتي خطبته بالحديث عن نعمة الإسلام، ووصفه بمنبع الحياة ومصدر السعادة ومنظم شؤون الحياة. وقال: إن الله أنعم علينا نعماً عظيمة، كلها فضل وهدى، ((وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ))، وإن من أعظم النعم الهداية للإسلام والحمد لله أن هدانا للإسلام وشرح صدورنا لقبوله والدخول فيه، والحمد أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً سراً وجهاراً، عدد ما خلق وملء ما خلق وملء السماء والأرض. أيها المسلمون، إن ما قلنا من عبارات الحمد والثناء والشكر، لن نستطيع أن نؤدي حق هذه النعمة، أعني نعمة الإسلام، كيف نؤدي حقها وهي نعمة نقلتنا من الأسقام والكربات والأحزان إلى مكان فسيح ملؤه السرور وانشراح الصدر، ومن عالم الضلال والكفر إلى عالم الطاعة والاستقامة والهداية. كان العرب قبل الإسلام في ذلة وشقاء وعناء، يقول صلى الله عليه وسلم : (يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللَّهُ بِي، وَكُنْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي، وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي)، كنا أذلاء فأغنانا الله بالإسلام، كنا ضعافاً فقوانا الله بالإسلام، كنا فقراء فأغنانا الله بالإسلام، كنا في شقاء وبلاء فأسعدنا الله بالإسلام، كنا متفرقين فجمعنا الله بالإسلام، كنا في حيرةٍ وتيه فهدانا الله إلى الإسلام، أنار به قلوبنا وشرح به صدورنا. إن الإسلام منبع حياتنا ومصدر سعادتنا ودواء جراحنا وشفاء لمريضنا وقائدنا وهادينا إلى الصراط المستقيم ومنظم شؤون حياتنا، يقول تعالي ((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))، مشيرًا إلى أن دين الإسلام دين الحق لا دين حق سواه والذي ارتضاه الله، يقول تبارك وتعالى ((إنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ))، ويقول جل وعلا ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)). لفت الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إلى فضل مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وقال: إن مكةالمكرمة ومدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نالتا عزاً عظيماً بنزول الإسلام بهما ومهبط الوحي ومنبع الرسالة الإلهية ورضى الله بهذا الكتاب العزيز القرآن الكريم الذي هو هدى للمسلمين في دينهم ودنياهم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة تنزيل من حكيم عليم، ولمكةالمكرمة والمدينة المنورة خصائص فريدة؛ فمن خصائص مكةالمكرمة أن فيها أول بيت ((إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ))، وفيها الحرم من دخله كان آمناً، يقول الله -جل وعلا- ((أوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ))، ومنها تضاعف الصلاة فيها فإن الصلاة فيها خير من مائة ألف صلاة، ومنها أنها أم القرى وكذلك هي قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ((وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ))، وأنها مثابة للناس وأمناً. نوَّه المفتي باعتناء قيادة المملكة عناية فائقة بالحرمين الشريفين ومحافظتها على الهوية الإسلامية والعربية، وقال: إن العهد السعودي يتشرف قادته بخدمة الحرمين الشريفين والاعتناء بهما عناية فائقة، وإن هذه الدولة تميزت بخصائص عدة؛ حيث قامت على الإسلام وتطبيق كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والدعوة إلى الله والتوحيد ونبذ الشرك، وإنها تتفق مع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي وجدت القبول في الأرض. أيها المسلمون، ومن خصائص هذه الدولة أنها أقامت شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يقول الله سبحانه وتعالى «وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ». وكذلك اهتمت بمكافحة الجريمة ومعاقبة مرتكبها، والمحافظة على الهوية الإسلامية والعربية وأصالاتها، كما أنها تقوم بحل مشكلات الآخرين عندما تضيق بهم الأمور وتحل المصائب، وتنافح عن قضايا الأمة والإسلام والمسلمين في المحافل الدولية، وتقف أمام كل خطر محدق بالأمة، والمملكة حريصة على وحدة الأمة الإسلامية فيما يهم الشعوب واستقامتهم. حذر المفتي من أعداء الإسلام بنوعيهم، الخارجين عن داره والمتربصين به من الداخل، وقال: إنهم يكيدون للإسلام ويتربصون به الدوائر ويكيدون لأهله لكي يدمروا الأمة ويقضوا على كيانها، فمنهم أعداء خارجون عن دار الإسلام، ومنهم أعداء متربصون بالإسلام يلبسون ثياب الإسلام كذباً وزوراً، ويرفعون شعارات الدفاع عن الأمة الإسلامية لخداع الجهلة والعوام بالمخططات السيئة والخبيثة، وهذا دليل واضح على أنهم لا يريدون للأمة إلا الشر والتمزيق والتشتيت. تناول المفتي في خطبته موضوع اليمن، وقال: إن المملكة هبت إلى نصرة اليمن بكل ما يمكن من قوة ليخلصوا هذا اليمن السعيد من ظلم الظالمين وعدوان المعتدين عندما استهدفهم الأعداء وقصدوهم بالشر والبلاء. إن الجماعة الحوثية جماعة مجرمة آثمة ظالمة تحمل فكراً خبيثاً سبّوا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكفَّروا خليفتي المسلمين أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – في منابرهم، وفي مجتمعاتهم يسبون الصحابة ويلعنونهم ويقولون فيهم ما الله به عليم من الكذب والافتراء، وقالوا في عائشة – رضي الله عنها – كذباً وزوراً. إن جماعة الحوثي جماعة منحرفة وخبيثة مناوئة لأخلاق المسلمين مع ما تقوم به من نشر الفوضى في بلاد الإسلام ليستغل أعداء الإسلام ذلك ويستغلوا ثروتهم وخيرهم ويهددوا أمن جوارهم. وعاود آل الشيخ التحذير من أعداء الإسلام من الداخل، وقال: أمة الإسلام، لقد نبت بيننا من أبناء السوء من عُرِفُوا بانحراف أخلاقهم وطيش عقولهم، شذّوا عن جماعة المسلمين وخرجوا عنهم وكفّروهم واستباحوا دماءهم بالأعمال الانتحارية فدمَّروا مساجد الآمنين، ونسبوا قولهم السيئ ورأيهم الخبيث إلى الإسلام كذباً وزوراً، والله يعلم إنهم لكاذبون يريدون بذلك تأخر الأمة لتكون أمة متخلفة. ودعا إلى التصدي لهذه الفئة الضالة وردها وبيان أخطائها والتعاون لكشف خفاياها «لأن وجودها في المجتمع المسلم فيه ضرر عظيم، تبث أفكاراً في عقول أبنائنا الصغار، وارتكبوا جرائم العدوان، فيجب التصدي لهذا الفكر الخبيث». وبعد الإسهاب في التحذير من أعداء الأمة؛ تحدث المفتي عن العدل في الإسلام، وقال: جاء الإسلام بنظام عادل بين الناس جميعاً؛ حيث حرَّم التعدي والظلم، يقول صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً». هيأ الإسلام للفرد حياه كريمة يعيش كما أكرمه الله، وذلك بإعطاء كل ذي حق حقه، ومن ذلك حق الدماء والأموال والأعراض وما يؤدي إلى التعدي لا سمح الله، ولذلك يقول تعالى ((وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ))، ويقول صلى الله عليه وسلم «من قتل معاهداً لم يذق رائحة الجنة»، كما حث الإسلام على الأمن فنهى أن يُروع المسلم أخاه المسلم أو يشير بالسلاح عليه فيقع في حفرة من النار. إن دين الإسلام دين إيمان وعمل عقيدة وسلوك، فهو إيمان مرتبط بالسلوك وقول وعمل وما ذكر في القرآن الكريم من صلاة وزكاة وصلة رحم كل ذلك دليل على ارتباط الإيمان بالعمل، وأن الإيمان وحده لا يكفي إلا بأعمال صالحة تدل على قوة الإيمان، وأن هذه الأعمال الصالحة منطلقة من إيمان صحيح. في الوقت نفسه؛ دعا آل الشيخ إلى الاتحاد على العقيدة، وقال: أدعو المسلمين إلى الاتحاد على عقيدة الإسلام الثابتة والانطلاق منها إلى الدعوة إلى الله. وأُوجِّه النداء لشباب الأمة الإسلامية بأن يتقوا الله في أنفسهم كونهم عماد الأمة بعد الله وقوتها وساعدها الأيمن، وأحثهم على المحافظة على مكانة الأمة ومقدراتها والحفاظ عليها، أدعوهم أن يفكروا بعقولهم، وأن يحذروا من مكائد الأعداء، وأن يفكروا في تاريخهم السيئ وأعمالهم الإجرامية؛ ليعلموا حقاً أن أقوال الأعداء مخالفة لأعمالهم بقتل الأبرياء واغتصاب النساء وانتهاك الأعراض ونهب الأموال، إنهم فئة مجرمة ضالة مضلة لا خير فيهم ولا بانتسابهم للإسلام والإسلام براء منهم. أدعو شباب الإسلام بلزوم جماعة المسلمين، وأن لا يشذوا عنهم، وأن يعيشوا مع إخوانهم ويطيعوا ويتقوا الله في أنفسهم، وأن يحاولوا إصلاح بلادهم وكف الشر والشرور عن الأوطان. إن الله ائتمنكم على العلم والشريعة، فعلى عاتقكم نشر هذا العلم، وانطقوا بالحق وكونوا مع الحق. ثم وجَّه المفتي الخطاب إلى دعاة الإسلام بأن ينشروا رسالته السامية وعقيدته الكافية وأخلاقه الفاضلة، وأن يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة والبصيرة، وأن يُبيِّنوا للأمة أن الإسلام دين البشرية كلها، وأنه لا يعرف حدود وهو رسالة الإسلام العالمية. وأكد أن الإسلام لا يعترف باللون ولا باللغة وإنما الدين وحده، مستدلاً بقول الله تعالى «إن أكرمكم عند الله أتقاكم». وقال «إن الإسلام دين عدل وإنصاف ونقاء وطهر ورحمة وسماحة، ويحمي الدماء والأموال والأعراض، ودين يرحم الكبير ويحن على الصغير ويقف مع المظلوم». وحث الدعاة أن يجعلوا أطروحاتهم الإصلاحية في إطار الشريعة الاسلامية وقواعدها الشرعية. وخاطب الإعلاميين بقوله: اجعلوا إعلامكم ووسائل إعلامكم في خدمة الدين وخدمة قضاياه والدفاع عنه، واحذروا أن يكون إعلامكم مشتملاً على أفكار منحرفة وآراء شاذة، جنِّبوا الإعلام ذلك واجعلوه وسيلة لجمع الكلمة وتوحيد صفها، اجعلوه إعلاماً صادقاً يدعو إلى الله لا إعلام يُفرِّق الأمة. ودعا قادة المسلمين إلى أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يتحدوا ليقفوا ضد كل التحديات التي تحاك ضد الإسلام وأهله. وقال: نحن نحتاج إلى إخلاص وصدق وتعامل، فأعداؤكم يخططون وينضمون وينفذون، وأنتم في غفلة مما يراد بكم، فاتقوا الله في أنفسكم واجمعوا كلمتكم، واعلموا أن كل خطر يحاق بأي بلد إسلامي فإنه خطر علينا جميعاً. وحثَّهم على أن لا ينسوا ما تحت أيديهم من الشعوب والرعايا؛ لأن ولايتهم عليهم أمانة، وطالبهم بأن يؤدوا الأمانة بحقها، وأن يقوموا بالقسط وأن يحكموا بالعدل ويؤمنوا حاجيات الناس من وظيفة وعلاج ونحو ذلك، وأن يعاملوهم باللين، مستدلاً بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم «اللهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ». وتناولت الخطبة ما يشهده المسجد الأقصى في الوقت الراهن من تدنيس وإيذاء للمصلين وتضييق عليهم. وجاء فيها: إن المسجد الأقصى اليوم يشكو إلى الله ثم إلى الأمة الإسلامية مما يلقى من اليهود من تدنيس وإبعاد للمصلين وإيذائهم والتضييق عليهم، وذلك لما انشغل الناس بأمرهم واشتغل المسلمون بأخطائهم فاستغل اليهود هذا الوقت بتقسيم الأقصى وإذلاله وإهانته وإحراقه فكونوا يا عباد الله على حذر. وتحدَّث آل الشيخ عن اللاجئين مُوجِّهاً إليهم رسالة مفادها أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يعلموا أن القلوب معهم، متمنياً أن يردهم الله سالمين. ودعاهم إلى الصبر والاحتساب، مؤكداً أن ما حدث هو من قضاء الله وقدره، مستشهداً بقول الله تعالى «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ». وفي نهاية خطبته؛ دعا المفتي الحجاج إلى «شكر الله سبحانه وتعالى أن بلَّغهم الوصول إلى البلد الحرام ووجدوه حرماً آمناً رخاءً سخاءً، وما سُخِّرَ لهم من خدمات وتسهيلات بفضل الله -عز وجل- ثم بفضل قيادة هذه البلاد المباركة التي شرَّفها الله بخدمة ضيوف الرحمن منذ تأسيسها وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – وفقه الله -». وأوصى جموع الحجيج في صعيد عرفات باللجوء إلى الله في خير يوم طلعت عليه الشمس، وشدَّد «اعرضوا حاجاتكم، وادعوا لأنفسكم بالصلاح والتوفيق وللمسلمين بالهداية، واجعلوا من الحج منطلقاً لحياة جديدة مليئة بالخير والإحسان».