طالب سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، علماء المسلمين، أن ينطقوا بالحق ويحلوا خلافاتهم ويوحدوا صفوفهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقال: إن الله ائتمنكم على العلم والشريعة فانشروا العلم وخلصوا الناس من الجهل ودلوهم على الخير، داعيا الدعاة إلى توحيد صف الأمة وتحذيرهم من مكائد أعدائهم الذين يهددون الأمة اقتصاديا وعلميا وسياسيا، وقال: اتحدوا على عقيدة ثابتة وأصول الدين وانطلقوا من هذه المنطلقات في الدعوة إلى الله تعالى. وقال في خطبة عرفة التي ألقاها أمس من مسجد نمرة: أوصي قادة المسلمين بتقوى الله، مضيفا «اعلموا أن رعاياكم أمانة في أعناقكم فاحكموا بالعدل وأمنوا حاجياتهم وعلاجهم ومسكنهم ووظيفتهم وعاملوهم باللين واحذروا القسوة والشدة، واعلموا أن الظلم عواقبه وخيمة»، مضيفا: أعداؤكم يخلصون في التخطيط ضدكم وأنتم في غفلة، واعلموا أن كل خطر يداهم قطرا من دياركم هو خطر على الجميع. وأشار سماحته إلى أن العهد السعودي يتشرف قادته بخدمة الحرمين الشريفين والاعتناء بهما عناية فائقة، مؤكدا أن هذه الدولة تميزت بخصائص عده حيث قامت على الإسلام وتطبيق كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى الله والتوحيد ونبذ الشرك، وأنها تتفق مع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي وجدت القبول في الأرض. وبشأن اليمن لفت سماحته النظر إلى أن المملكة هبت إلى نصرته بكل ما يمكن من قوة ليخلصوا هذا اليمن السعيد من ظلم الظالمين وعدوان المعتدين عندما استهدفهم الأعداء وقصدوهم بالشر والبلاء. وقال «إن الجماعة الحوثية جماعة مجرمة آثمة ظالمة تحمل فكرا خبيثا سبوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفروا خليفتي المسلمين أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- في منابرهم وفي مجتمعاتهم يسبون الصحابة ويلعنونهم ويقولون فيهم ما الله به عليم من الكذب والافتراء، وقالوا في عائشة -رضي الله عنها- كذباً وزورا». ودعا سماحة المفتي، الأمة الإسلامية إلى الاتحاد على عقيدة الإسلام الثابتة والانطلاق منها إلى الدعوة إلى الله. ووجه النداء لشباب الأمة الإسلامية بأن يتقوا الله في أنفسهم كونهم عماد الأمة بعد الله وقوتها وساعدها الأيمن، وحثهم على المحافظة على مكانة الأمة ومقدراتها والحفاظ عليها، كما دعاهم بأن يفكروا بعقولهم وأن يحذروا من مكائد الأعداء وأن يفكروا في تاريخهم السيئ وأعمالهم الإجرامية ليعلموا حقا أن أقوال الأعداء مخالفة لأعمالهم بقتل الأبرياء واغتصاب النساء وانتهاك الأعراض ونهب الأموال، مؤكدا أنهم فئة مجرمة ضالة مضلة لا خير فيهم ولا بانتسابهم للإسلام والإسلام براء منهم. كما دعا القادة المسلمين إلى أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يتحدوا ليقفوا ضد كل التحديات التي تحاك ضد الإسلام وأهله، وقال «نحن نحتاج إلى إخلاص وصدق وتعامل، فأعداؤكم يخططون وينظمون وينفذون وأنتم في غفلة مما يراد بكم، فاتقوا الله في أنفسكم واجمعوا كلمتكم وأعلموا أن كل خطر يحاق بأي بلد إسلامي فإنه خطر عليها جميعا». وأضاف سماحته: المسجد الأقصى يشكو إلى الله ثم إلى أمة الإسلام، وأعداؤنا يحاولون إبعاد المصلين والتضييق عليهم واشتغل المسلمون بأخطائهم وعمل على تقسيم الأقصى وإحراقه فكونوا على حذر. ودعا سماحة المفتي الحجاج إلى شكر الله سبحانه وتعالى أن بلغهم الوصول إلى البلد الحرام ووجدوه حرما آمنا رخاء سخاء، وما سخر لهم من خدمات وتسهيلات بفضل الله عز وجل، ثم بفضل قيادة هذه البلاد المباركة التي شرفها الله بخدمة ضيوف الرحمن منذ تأسيسها وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -وفقه الله-.