في التاسع من ذي الحجة 1436ه يحتفل الشعب السعودي بذكرى اليوم الوطني الخامس والثمانين ومسيرة العطاء والنماء منذ ذلك العهد المجيد عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الذي غرس بذرة التأسيس الأولى إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سلّمه الله الذي أتمّ مسيرة النهضة، وفتح آفاقًا جديدة لبناء دولة عصرية، وإصراره على إحداث تنمية وطنية كبرى في كافة المجالات لتمكين أبناء الوطن وبناته من المنافسة عالميًّا في مختلف فروع العلم والمعرفة. إن هذه الذكرى التي توافق عيد الأضحى المبارك ليست فحسب لاستحضار الماضي المجيد، ومناقب من سطروا تاريخ الوطن، وليس يومًا للبهجة والاحتفال أيضًا؛ بل لتأكيد الانتماء، وتكريس الهوية، وتجديد الولاء لتبقى هذه الذكرى محفورة في قلوب أبنائنا بدلالاتها الوطنية العظيمة؛ ولأن الموطنة عملية ديناميكية مبدؤها بناء المواطن ومصلحته؛ فإننا نريد أن تمضي البلاد بذات العزيمة الصادقة، والتحدّي، ووتيرة الإنجاز المباركة الشاملة لاستمرار الأمن والأمان والاستقرار، كما نتطلع إلى التأكيد على احترام ثقافة التعدد، والإعلاء من شأن الحوار المتمدن، ونبذ الطائفية والفرقة والتهميش والتغييب والإقصاء، وترسيخ أدبيات الحوار، والتأكيد على حق الاختلاف ليس على مستوى الكلمات والشعارات فحسب؛ بل على مستوى الممارسة الفعلية بدءًا من تعليمنا ومناهجنا وإعلامنا ومنابرنا من خلال إشاعة قيم التسامح والتعايش؛ بدلاً من ثقافة الصوت الواحد؛ لبناء نهضة وطنية شاملة، ووحدة وطنية متكاملة، وكل عيد وأنت العيد يا وطني.