ماتت ساجدة زوجة صدام الأولى في أغسطس 2015، ومن قبل في عام 2015م مات أيضا «طارق عزيز» وزير خارجية العراق أيام صدام المصدوم، دماغ البعث العراقي، ومهندس الديبلوماسية العراقية أيام البعث الصدامي. يقول المثل اذكروا محاسن موتاكم، وفعلاً فقد قام صحفي لامع اسمه، عظيم قلمه، بذكر محاسن طارق عزيز اليوسفية؛ أنه لم يتخل عن قائده الأبدي، حتى في لحظات النزع الأخير. فعاش مجرما ومات غبيا. أذكر أنني قرأت مذكرات النازي «رودولف هيس Rudolf Hess » نائب هتلر، الذي قام في ظروف الحرب العالمية الثانية بطيران جريء للغاية، حينما طار بطيارته الخاصة وحيدا، ليحط في بريطانيا، ويحاول التفاوض مع تشرشل، حول تسلم المستعمرات من السيد الإنجليزي. هذه الفكرة ذكرها مالك بن نبي في تفسيره، لماذا ترك هتلر أكثر من 300 ألف جندي بريطاني في «دنكرك» على الساحل الفرنسي ينجون بأرواحهم، وهم تحت مدى نيران المدفعية الألمانية، بعد أن وقعوا في الكماشة الهتلرية. تركهم هتلر يهربون وهو مع جنرالاته ينظرون. قال المفكر الجزائري عن تلك الحركة؛ إن هتلر لم يزد عن كونه استعمارياً مثل تشرشل؛ فذهب «هيس» في هذه المهمة، كي يقول لبريطانيا: نحن سادة العالم الجدد فسلمونا المستعمرات!. وأذكر من جودت سعيد فكرة عن لماذا تم تقسيم الشرق الأوسط على يد شابين، هما سايكس وبيكو في ظروف الحرب العالمية الأولى؟. قال «المال الداشر» يعلم الناس السرقة. قال كان تفكك الإمبراطورية العثمانية أن أصبح الشرق الأوسط المال الداشر «بدون حماية». الصحفي اللامع كتب عن طارق عزيز أنه كان مثال الإخلاص مثل رودولف هيس النازي. أخيرا جاءه ملك الموت بعد أن شارك في قتل مئات الآلاف إن لم يكن الملايين من العراقيين، في حروب طائشة، وفي ظل ديكتاتورية غاشمة، ليصل العراق إلى الرماد الذي نراه اليوم. أما «ساجدة» التي لم تسجد قط لرب العزة والجلال بل للمال والطغيان؛ فقد منحت القائد مجرمين من أمثاله، قضيا نحبهما في معارك الموصل، ليقوم قوم من الأردن بإقامة العزاء لهما، واعتبارهما السبطين السعيدين من أهل الجنة، كما فعل «البوطي» كاهن دمشق مع ابن الطاغية الأسد، حين قُتل عبثا في حادث سير، ليقول إنه رآه يطير في الجنة، ويأوي إلى حواصل طير خضر. صدام تزوج خارج ساجدة الحمدانية والقبرصية وعشرات من الخليلات، ولما لا وقد امتلك العراق ونهرين يجريان من تحته دجلة والفرات، والعبيد يركضون في خدمته من أمثال العزيز بدون عزة. كانت آخر الزيجات هي ابنة رئيس وزرائه «ملا حويش» من زوجته الألمانية، حين هرع إلى ربه مرتاعا فقال أرجوك أنقذني؟ قال للمرتاع ما بالك؟ قال سيدي إن ابنك عدي قال لابنتي أن تأوي إلى فراشه الليلة؟ طمأنه الجبار وقال أرسل ابنتك أخاطبها؟ فلما رآها طابت له فطلب منها الالتحاق بالحريم السلطاني بدون إبطاء حماية لها من عدي السفاح، وبذلك نجت من يد عدي إلى يد والد عدي وقصي. هنا لم يكن لرئيس الوزراء العراقي، إلا أن يقول سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير أنا وابنتي. سمعت في «15 أغسطس 2015» نوري المالكي وهو يعلق على الاعتراضات الجماهيرية التي تطوف الشوارع سنة وشيعة ضد الفساد، ذكرهم بالسوء وأنهم أيتام صدام وداعش والبعث؟ قلت في نفسي حقا إن صدام ترك ألف صدام وصدام وتذكرت قول الحجاج في أهل العراق.