يبدو أن المقاومة الشعبية بتعز استكملت مهمتها الأساسية في تفتيت الترسانة العسكرية الجبارة التي كانت بحوزة ميليشيا الحوثي وصالح في تمزيق تعز والوطن بأكمله ونجحت وبشكل كبير في ذلك الأمر وبغطاء جوي وبدعم من دول التحالف ودول الخليج بوجه خاص.. وحطت رحالها في فضاء التقدم، وطرقت باب الحسم، والتعامل بحزم مع جحافل التمرد.. والتمكن من تحقيق النصر وإنهاء المعركة بأقرب وقت ممكن. تريد ميليشيا الحوثي وصالح وبعد ما استشعروا بخطورة وضعهم في تعز.. بطبيعة التراجع والخسائر التي يتلقونها من أبناء المدينة.. إنهاء المعركة بأي شكل من الأشكال أو التمكن من إحراق المدينة وتدميرها وهو ما حدث شبيه له نتيجة حقدهم الدفين بطبيعة التعزيزات العسكرية الضخمة التي تصلهم.. كما تريد تعز الالتحاق بجارتها عدن. في تباشير الخير .. والتذوق اللذيذ لنكهة النصر.. في التغلب الكامل على ميليشيا الحوثي وصالح.. والركب على قافلة الفرح نحو بناء الدولة الجديدة التي ينشدها الجميع في إطار العدل والمساوة والحقوق والحريات والسلم الاجتماعي.لقد اتخذت المقاومة الشعبية بتعز قرارها البطولي منذ البداية.. في الدفاع عن المدينة، وعدم الخضوع والإذلال.. مهما كانت الخسائر والتضحيات.. وها هي في طريقها بإنهاء مسرحية الكر والفر التي كانت تستعرضها أمام ميليشيا الحوثي وصالح على خشبة القتال.. وكان الهدف منها تسلية المتمردين.. والحصول على بعض القهقهات، والضحكات وهم يستنزفون قوتهم وينهكون أجسادهم .دخلت المقاومة الشعبية آفاقاً محورية.. ومرحلة جديدة من مراحلها الحتمية المصيرية في تحديد الرؤية التصورية للعمل على حسم المعركة.. والانتقال من خط الدفاع إلى الهجوم. والتحول نحو مسار الحسم الوشيك .. الذي بدأ إطلاله يشع ، وبدأت خيوطه تبزغ بالأفق . منذ دخول تعز عتبة المقاومة.. وجماعة الحوثي وصالح يتكبدون خسائر فادحة بشرية ومادية وعسكرية بصورة يومية.. البعض يتم الإعلان عنها عبر إعلام المقاومة . والبعض الآخر بحكم عدم الحصول على التوثيق والتحقيق الكامل يصعب قوله.. لكن الجدّي بالموضوع أن المقاومة حققت هدفها الأساسي في تفتيت قوة الميليشيات وحرق أوراق وجودهم.. والعمل على إعادة مسار التوحد نحو مشارف الدولة الشرعية.. وتطبيع الأمن والاستقرار الذي يسعى لأجله الجميع. لا ندع مجالاً للشك هنا بنية وتداعيات المقاومة على أن لغات النصر تتباين بين لحظة وأخرى طوال الفترة السابقة.. لكننا نجزم بأن هناك بارقة أمل تفوح من روح تعز ومقاومتها وقد سبق وتحقق نصر كبير في معظم المدينة.. وهي في طريقها بأن تضيء هلال النصر في كبد سماء تعز والوطن بأكمله. إن المقاومة أصبحت على أعتاب السيطرة الكاملة على المدينة.. بعد وصولهم إلى «العروس» أعلى جبل صبر الموقع الأهم والمطل على المدينة وكذلك تحرير أجزاء المدينة بنسبة 90 %.. وأيضاً فتح جبهة في الحوبان. التي يتم من خلالها التمويل الكامل لجحافل التمرد القادمة من صنعاء وغيرها. أصبحت تعز.. تطلق من بين حديثها لغات الابتهال ، وعلى وجناتها أوراق النصر.. وبين بسماتها لُعاب الاستبشار بالقادم الجميل الذي يحمل تداعياته المستشرقة بالأمل والنصر المؤزر. أصبحت تعز.. تزف بشرى الحسم، والانتصار ، وترفع ثنائيي النصر أو الاستشهاد .. وتحوم من حولها حدائق الكفاح والنضال . في سبيل الدفاع عن تعز ممن أرادوا العبث بها وتجريعها كأس الذل والخراب والدمار .أصبحت تعز وتتعالى شامخاً في الآفاق. وتبرد قلوب شعب.. احترقت بحميم الظلم والتعنت . هكذا ستصبح تعز. وعلى خطاها ستتمكن من الالتحاق بجارتها عدن.. وهو ما تسعى لأجله المقاومة خلال هذه الأيام لإحداث فوارق جوهرية في مسار المعركة الفاصلة التي ستمنحنا فوزاً وانتصاراً.. نتذوق طعمهما وحلاوتهما طيلة الزمن .!!