يظل الميل الجنسي فطرة في نفس الذكر للأنثى، وفي نفس الأنثى للذكر. ويبقى الزواج الحل الوحيد لإشباع تلك الرغبة. فعلها أطهر الخلق، (الأنبياء والمرسلون )- عليهم السلام -. اليوم تطورنا في كل شيء، وتقدمنا في كل علم، وسابقنا في كل فن، إلا أن كل هذه الأشياء كانت على حساب الأسرة! نعم؛ تدهورت بعض الأسر.. بل تحللت هياكلها، وتصدعت جدرانها، وظهر عوارها. أما الذكر.. فقد أذاب بعض الرجال رجولتهم تحت قنبلة غير الشرعي من هذه العلاقة مع من مثلهم، وكذلك فعلت بعض الإناث. أما القنبلة الأولى؛ فقد أسقطتها طائرة العزوبة، وأما الثانية؛ فقد أسقطتها طائرة العنوسة. وبينهما سار قطار غير الشرعي بطوله وعرضه محاولاً نشر القذارة في المجتمع. كل هذه الأمور حذرنا منها أطهر الخلق – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) حسنه الألباني. العديد من الدول التي تسمى بالمتقدمة بدأت تنشئ اليوم جمعيات للشواذ، وهي لم تنشئها في يوم وليلة، ولكنها وجدت نفسها أمام عدد متزايد من الشواذ فرض نفسه كشيء ثالث في المجتمع.كل هذا لم تسلم منه حتى بعض دولنا الإسلامية؛ فالإسلام قول وعمل، وليس شعارا، وإطارا. لو سئلت عن أفضل مصرف للصدقات؛ لقلت بكل مصداقية بأنه في المساعدة على الزواج. ولو سئلت عن أفضل مشروع تقدمه الدولة للشباب؛ لقلت: شقة لكل شاب متزوج، وقرض لا يقل عن (100) ألف يصرف في ليلة الزفاف لكل شاب. هاهي دولنا الإسلامية؛ الكثير منها مساحاتها شاسعة، ومدخراتها عالية، ولكنها ليست عظمى، ولا كبرى.. لماذا؟حسب رأي الخبراء؛ لا يمكن لأي دولة أن تصبح عظمى إلا إذا كان لديها عدد سكان لا يقل عن (50) مليون إنسان في هذا العصر! كلما زاد عدد الأسر؛ ازداد عدد السكان، وكلما ازداد عدد السكان؛ أصبح للدولة هيبة، وكلمة، ووزن يستحق الاحترام. أما إن تركنا للقنابل الهوروشيمية، والناجازاكية، أن تسقط علينا كل سنة، مخلفة عدداً من الضحايا بين عانس وعزب؛ فلا تستغربوا أن تحل بنا الكوارث الاجتماعية، والأخلاقية، مع جرائم جديدة لم نكن نسمع بها، وأمراض فتاكة لا نعرف علاجها، وجدب للأرض لا نعلم بأي ذنب.