نزعم دوما أننا أصحاب خصوصية، ولعل كل شخص في مجتمعنا يولد وهو باحث عنها، لا عن حليب أمه. خصوصيتنا هي التي جعلتنا لا نعترف بوجود مخدرات في مجتمعنا، حتى بلينا بكثير من المدمنين، وأضحينا نقول لا للمخدرات. خصوصيتنا جعلتنا «أكثر شعوب العالم تديناً»، ومع هذا، نجد المليارات المسروقة. خصوصيتنا جعلتنا نسمع بالتنمية ونطبل لها، ولكن لا يوجد لدينا مراكز طبية متطورة إلا في المدن الكبرى، ولا نملك مراكز أبحاث عالمية، وليس لدينا مستوى تعليمي واضح وممنهج. خصوصيتنا جعلتنا نردد أننا في أطهر أرض، وكثير منا يحلم بالاستقرار خارج هذه الأرض. خصوصيتنا جعلت منا استهلاكيين في كل شيء، نترك التفكير لغيرنا، ونترك تربية أولادنا للخدم. خصوصيتنا جعلت من حياتنا نكبة تتبعها نكسة، من انهيار أسهم إلى مساهمات وهمية إلى قروض، وفي النهاية مديون مديون يا ولدي. خصوصيتنا تسمح لنا بانتقاد الآخرين لكن (يا ويله من ينتقدنا)! خصوصيتنا تجعلنا أكثر شعب في التاريخ، في بيوتهم أبواب، وخلف كل باب باب آخر. خصوصيتنا جعلتنا نحارب الدش وجوال «أبو كاميرا»، والآن كل واحد على بيته ( 4 دشوش)، وفي يده ثلاثة جوالات تتنافس في دقة التصوير! خصوصيتنا تجعلنا نفرح في حالين: إذا كنا مغادرين في إجازة للخارج، أو فاز منتخبنا التعيس على نيبال! خصوصيتنا كذبة جعلت منا أسيادا، واكتشفنا أن الجميع تجاوزنا، ونحن مكاننا. خصوصيتنا جعلت من النساء يطالبن بقيادة السيارة، بينما الأهم، حقوق كفلها العقل والنقل لا يبحثن عنها. إضاءة: قبل سنوات، استقدم أحد الأصدقاء سائقاً عربياً، كان محافظاً على المساجد وأطلق لحيته، بعد ثلاث سنوات وفي ليلة سفره، مررت بصديقي في منزله، وشاهدت السائق وقد حلق ذقنه، سألته لماذا؟ فرد بأنه (حب يأخذنا على قد عقولنا)!