وسط شعورٍ يسود بين الأمريكيين بعدم تبدُّد التهديدات الإرهابية بعد؛ أحيا رئيسهم، باراك أوباما، أمس الذكرى السنوية ال 14 لاعتداءات 11 سبتمبر. ووقف أوباما دقيقة صمتٍ في حديقة البيت الأبيض عند الساعة ال 12 و46 دقيقة بتوقيت غرينتش بالتزامن مع اللحظة التي صدمت فيها إحدى طائرتين أحد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 2001. واستهدفت طائرتان لاحقتان آنذاك مقر وزارة الدفاع في واشنطن وموقعاً في بنسلفانيا. وأوقعت هذه الاعتداءات قرابة 3 آلاف قتيل غالبيتهم العظمى في مانهاتن. وشدد الرئيس على أن مواطنيه باتوا أقوى من أي وقت مضى، وقال وهو محاط بعددٍ كبيرٍ من معاونيه بينهم مستشارته للأمن القومي سوزان رايس "بعد 14 عاماً (..) نكرِّم الذين رحلوا ونُحيِّي الذين يخدمون بلادهم لضمان أمننا". وكان البيت الأبيض أعلن في الذكرى السابقة للهجمات تشكيل ائتلاف دولي واسع، وتعهد باستهداف متشددي تنظيم "داعش" الإرهابي أينما كانوا. وبعد عامٍ شهِدَ آلاف الغارات الجوية، تكرر الإدارة الأمريكية أن المعركة ستكون طويلة. وفي الوقت الذي لم يشر فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" إلى أي تهديد محددٍ وواضحٍ في يوم الذكرى؛ يعاود المسؤولون الأمريكيون إطلاق التحذيرات. ويبدي هؤلاء قلقاً من وصول متطرفين إلى أراضي بلادهم، ما يفسر جزئياً ترددها في استقبال عددٍ أكبر من اللاجئين السوريين. ولاحظ رئيس شرطة نيويورك، بيل براتون، مطلع الأسبوع الفائت أن "احتمال وقوع اعتداءات يعد أكبر مما كان عليه منذ سنوات عدة". واعتبر النائب الجمهوري عن ولاية تكساس، ماك ثورنبيري، أن "العقيدة نفسها التي دفعت إرهابيين إلى تحطيم طائرات على مبانٍ تقود اليوم جيلاً جديداً من المتطرفين"، مُقرَّاً ب "تغيُّر أسلوب القتال.. لكن التهديد لا يزال قائماً". بدوره؛ رأى السيناتور الجمهوري والمرشح الرئاسي المحتمل، تيد كروز، في الذكرى مناسبةً لاقتراح استراتيجية خارجية جديدة. وحذر كروز من "احتفاظ المتطرفين بتصميمهم على إضعاف وتدمير الغرب على الرغم من تغيُّر اسمهم". وفي مقر البنتاغون في واشنطن؛ وضع وزير الدفاع في إدارة أوباما، أشتون كارتر، إكليلاً من الزهور في مكان تحطم إحدى الطائرات التي خطفها عناصر من تنظيم القاعدة. ورُفِعَ علم أمريكي عملاق في مكان تحطم الطائرة عند الواجهة الخارجية لوزارة الدفاع. وفي شانكسفيل بولاية بنسلفانيا؛ دُشِّنَ متحفٌ ونُصُبٌ عملاق في المكان الذي تحطمت فيه طائرة بوينغ 757. وفي نيويورك؛ أُجرِيَت مراسم أمام النصب الوطني للاعتداءات الذي تم تدشينه في عام 2011 في موقع برجي مركز التجارة العالمي. وبعد دقيقة صمت؛ بدأت تلاوة أسماء الضحايا ال 2983 لاعتداءات ضد مركز التجارة العالمي عامي 1993 و2001. إلى ذلك؛ أعلنت السلطات الأمريكية توقيف مواطن بعد نشره على الإنترنت معلومات حول كيفية صنع قنبلة لتنفجر في ولاية ميسوري خلال تجمعٍ في ذكرى الاعتداءات. وأوقِفَ جوشوا رين غولبورغ (20 عاماً) في مدينة أورانج بارك في ولاية فلوريدا، و"يُرجَّح مواجهته الحكم عليه بالسجن 20 عاماً"، بحسب بيانٍ لوزارة العدل. ورأى زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أن "الأمريكيين عانوا أسوأ ما يمكن تصوره في اعتداءات 11 سبتمبر، إلا أنهم شهدوا أفضل ما يمكن أن تقوم به البلاد غداة هذه المأساة"، داعياً إلى "عدم تناسي هذين الأمرين أبداً".