ينطبق المثل القائل إن لم تستح فقل ما تشاء، على جملة من التصريحات التي أطلقها وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، فالوزير بدأ ظريفاً للغاية عندما قال «إن الشعب السوري فقط هو من يحق له اتخاذ القرار حول رئيس جمهورية بلاده». ظريف بهذا التصريح تجاهل كل الميليشيات التي جمعتها إيران وأدخلتها إلى سوريا للقتال إلى جانب الأسد، الذي طالب السوريين بإسقاطه في مظاهرات سلمية وأغرقها الأسد بالدماء. وما يكذب ظريف ويقر بالتدخل الإيراني السافر في سوريا جاء على لسان الرئيس روحاني أمس بقوله «إن إيران مستعدة لأن تجلس مع خصومها لمناقشة الأزمة السورية، لكن طهران لن تبحث مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد حتى يتحقق السلام»، فهل يسمع ظريف كلام روحاني؟ ويواصل ظريف غيه متقنعاً بقناع غوبلز بالقول إن «السبل السلمية لحل الأزمة السورية قريبة من وجهات نظرنا، ونحن نعتقد أن الأزمة السورية تحل عبر السبل السياسية ولا حل عسكرياً لها». إذا يا سيد ظريف لماذا حزب الله يقاتل في سوريا ولماذا قاسم سليماني يقود المعارك فيها، وأين قُتل قادة الحرس الثوري الذين تم تشييع جنازاتهم في طهران، وكيف تتجاهل يا ظريف تصريحات قادة طهران الكبار الذين يعترفون صراحة بالتدخل الإيراني في سوريا. ظريف يتهم المطالبين برحيل بشار الأسد بالمسؤولية عن إراقة الدماء في سوريا، بينما يعرف هذا الظريف أن الأسلحة الإيرانية وبراميل الأسد هي من تقتل السوريين وتدمِّر بلادهم وأنهم من يقف في وجه إرادتهم التي عبروا عنها بالتظاهرات السلمية التي طالبت برحيل الأسد. ظريف لشدة ظرافته طالب الدول المجاورة بوقف تقديم الدعم من أجل حل الأزمة السورية، ونسي أنهم وحليفتهم روسيا يعلنون صراحة عن تقديم الدعم للأسد، وهم المسؤولون عن استمرار النظام في ارتكاب الجرائم بحق الإنسانية. فهل يستطيع ظريف سحب ميليشياته من سوريا ليترك السوريين يقررون مصير الأسد؟.