الحريق الذي وقع الأسبوع الماضي في مبانٍ مستأجرة من قِبل شركة أرامكو وراح ضحيته عدد من السكان هو حدث قدري، فإذا لم يكن من الممكن منع وقوعه كان من الممكن التقليل من ضحاياه سواء القتلى أو المصابين.. وقع الحادث وراح ضحيته 11 قتيلاً و250 مصاباً.. وقع الحادث في مبنى لأحرص الشركات على السلامة، فالجميع يتعلم من برامج أرامكو سواء موظفيها أو غيرهم.. السلامة من الحوادث والحرائق والتمديدات الكهربائية وأخطار الأعمال الميدانية.. هي ملكة السلامة، وأكثر الشركات توعية من خلال منشوراتها الورقية وموقعها الإلكتروني ومعارضها التي تقيمها دائماً ومن خلال الأفلام التوعوية التي تدعمها.. هذه هي أرامكو التي نعرف.. لكن ما حدث قد وقع، ونحن هنا لسنا في مكان لنقد الشركة أو لتبرير موقفها.. نحن هنا نناشد الجهات التي تمنح تراخيص المباني خاصة للمباني المرتفعة والأبراج.. فإذا كان من الممكن إنقاذ أرواح السكان في تلك المباني العالية والمكتظة بالسكان من خلال الالتزام بتوفير مخارج الطوارئ والسلام ومداخل المباني الفسيحة وتركيب أجهزة كشف الدخان وغيرها فلماذا تسمح تلك الجهات ببناء تلك المباني.. عمارات تُبنى بملايين الريالات يبخل أصحابها بتجهيز مخارج للطوارئ بمبالغ تافهة.. هي مسؤولية البلديات وأمانات المدن التي من المفروض أن تطبق معايير الدفاع المدني للسلامة بعيداً عن المجاملات التي قد تسبب كوارث لا سمح الله.. لا بد من التعامل بشكل جدِّي مع الاهتمام بأنظمة السلامة ومخارج الطوارئ في المدارس والمستشفيات والمباني السكنية.. إن ثقافة ومفهوم السلامة لا تقتصر على ذلك فقط بل تمتد إلى تركيب تمديدات للمياه لرش الماء داخل تلك المباني كما يحدث في بعض المباني المرتفعة والفنادق، كذلك تجهيز الأحياء بأنابيب مياه خاصة بالحرائق. نحن في منطقة تتجاوز درجة الحرارة فيها أحياناً كثيرة الخمسين درجة، مما يؤدي إلى مشكلات مع الكهرباء التي تسبب أكثر حرائقنا.. يجب أن يكون ما حدث محفزاً للجهات ذات العلاقة للعمل الجدِّي وعدم التردد في عقاب أصحاب تلك المباني الذين قد لا يطبقون تلك الشروط.