في الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، التي تأتي ضمن إطار التواصل مع قادة العالم في كل ما فيه مصلحة وخدمة شعب المملكة العربية السعودية وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وتأكيداً لروابط الصداقة بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية، وبناءً على الدعوة الموجهة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يقوم خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- بزيارة رسمية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت قبل أمس الخميس، يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي وعدداً من المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما تضمنه البيان الصادر من الديوان الملكي بهذه الزيارة الكريمة. وفيما تأخذ الأبعاد السياسية والاقتصادية إقليمياً ودولياً زخماً واسعاً يتصدر الصحف ووسائل الإعلام المتنوعة، فإن الجميع يستبشر ويأمل بأن تكون لهذه الزيارة النتائج المرجوة إن شاء الله تعالى. وضمن هذه الآمال، يبرز تفاؤل أبنائنا وبناتنا من الدارسين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، خاصة من يدرسون على حسابهم الخاص، حيث يواجهون منذ ما يقارب بضعة شهور صعوبات مالية بسبب تأخر انضمامهم إلى برامج الابتعاث هناك، وهذا ينطبق على نظرائهم من الطلبة السعوديين والسعوديات في مجموعة من البلدان التي يتوجه أبناؤنا وبناتنا إليها لإكمال دراستهم الجامعية، ليعودوا إلى المملكة سواعد بناء في خطط التنمية المستمرة والمباركة في بلادنا العزيزة. وفيما تتعلق آمال أبنائنا وبناتنا بهذه الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين الذي يمثل لهم كل معاني الأبوة والرعاية، من أب كريم نحو أبنائه الذين سيكونون غراساً نافعة وهمماً بارعة في وطنهم الغالي الذي يقدمون له كل الحب والولاء.. فإنهم يجدون في زيارة أبوية مثل هذه الزيارة كل تجليات المحبة والتشجيع لصناعة جيل يستلهم ويتلقى الإبداع والمعرفة والعلوم من أكثر بلدان العالم تطوراً في التعليم الجامعي في تخصصات متنوعة من العلوم والتكنولوجيا والطب والهندسة والإنسانيات العلمية بكل فروعها السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية. وليس بخافٍ هكذا استبشار في مواقع التواصل الاجتماعي وبالذات تغريدات تويتر التي أشرقت في تفاؤلية لافتة من خلال أكثر من وسم تويتري، وهي تجد في زيارة كبيرة لخادم الحرمين الشريفين قلباً يحنّ ويعطف على جميع أبنائه، كما يعمل على تحفيز كل القدرات والطاقات، ولا سيما الشبابية في بلد تغلب عليه سمات الشباب وتطلعاتهم؛ إذ إن الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله عرف بتلمسه كل ما يعترض الشباب من صعوبات أو معوقات؛ ليجدوا البلسم الناجع الذي يعالج كل ذلك، بأبوبية تبدأ الخير وترفده وتطلق العنان للعطاء وتصنعه في أريحية واسعة وروحية أوسع. وكلمة لبناتنا وأبنائنا الدارسين في الولاياتالمتحدة، ثقوا وأنتم تخاطبون الجهات التعليمية سواء في الملحقيات أو وزارة التعليم، بأنكم بمشيئة الله سوف تتحقق تطلعاتكم وأهدافكم من خلال ضمكم إلى برامج الابتعاث، وعليكم حينئذ، وأنتم سفراء الوطن، أن تكونوا خير سفراء لخير وطن، واجعلوا الطموح بنيل أعلى المؤهلات العلمية مقدمة سامية لمرحلة عطاء لبلدكم وأرضكم ووطنكم، مخلصين متفانين في كل ما يصب في مصلحة الأرض والإنسان. إن المجتمعات التي تملك الرؤية الصائبة، تكون قادرة على استشراف المستقبل، بالاستثمار في تلقي العلوم والمعارف، من أجل الإسهام في التطوير والإعمار والتنمية بكل آفاقها وجميع معانيها، وإن التحلي بروح القيم والأخلاق النبيلة هي طريق النور في مشروع صناعة النجاح. نسأل الله تعالى التوفيق والسداد فيما يحقق للوطن وأهله الخير كله، والنجاح والتقدم كله. اللهم ارزقنا توفيق الطاعة، وبعد المعصية، وصدق النية، وأكرمنا بالهدى والاستقامة، وسدد ألسنتنا بالصواب والحكمة، واملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.