بتكلفةٍ تتجاوز 83 مليون ريال؛ سينفِّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومكتب منظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط برنامجاً لتوفير الخدمات الصحية الطارئة لليمنيين وتأهيل نحو 50 مرفقاً صحياً في بلدهم. ويُقدَّر العدد المتوقَّع للمستفيدين ب 7.5 مليون شخص في مختلف محافظات اليمن بما في ذلك صعدة في الشمال. ووقَّع المشرف العام على مركز الملك سلمان المستشار في الديوان الملكي، الدكتور عبدالله الربيعة، ومدير مكتب «الصحة العالمية» في الشرق الأوسط، الدكتور علاء علوان، أمس الأحد اتفاق تعاون لتنفيذ البرنامج بتكلفةٍ تتجاوز 83 مليون ريال «بغرض توفير الخدمات الصحية الطارئة المنقذة للحياة إلى الفئات الأشد ضعفاً وخدمات التغذية وصحة البيئة والأدوية الأساسية والإمدادات الطبية». والموازنة المرصودة جزء من تبرعٍ أمر خادم الحرمين الشريفين بتوجيهه إلى اليمنيين وبلغت قيمته 274 مليون دولار أمريكي؛ استجابةً لنداء أطلقته الأممالمتحدة في ال 17 من إبريل الماضي. وستصل المساعدات إلى إب، وأبين، وأمانة العاصمة صنعاء، والبيضاء، وتعز، والجوف، وحجة، والحديدة، وحضرموت، وذمار، وصعدة، وشبوة، وصنعاء، ولحج، والمحويت، والمهرة، وعمران، وعدن، والزيلعي، وريمه ومأرب. وأبدى الدكتور عبدالله الربيعة ارتياحه لتوقيع اتفاق التعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية، داعياً بقية منظمات الأممالمتحدة إلى المسارعة لإكمال اتفاقيات مماثلة. ووصف الاتفاق الموقَّع أمس بالمهم جداً «إذ سيتم بموجبه تقديم خدمات صحية شاملة في كل مناطق ومحافظات اليمن تُعنَى بإنقاذ حياة كل المرضى والأمهات والأطفال وتقديم برامج دعم وتأهيل المستشفيات وتأهيل المرافق الصحية الأوَّلية بالإضافة إلى تقديم التطعيمات اللازمة». وكشف الربيعة عن تلقِّي مركز الملك سلمان عروضاً من عدة شركات مستعدة لتقديم التجهيزات الأساسية والمستلزمات الطبية والصحية للمستشفيات اليمنية، وقال «نتطلع إلى تأهيل مستشفى في عدن وآخر في مأرب، وسنتوسع في أكثر من مرفق»، مشيراً إلى اشتمال الاتفاق مع «الصحة العالمية» على تأهيل ما يقارب من 50 مرفقاً صحياً يمنياً على أن يلي ذلك تأهيل مستشفيات أخرى. وأكَّد أن لدى مركز الملك سلمان برامج مستقبلية «لتقديم ما نستطيع لرفعة الرعاية الصحية في اليمن». ووفقاً للمركز؛ سيضطلع البرنامج المتفق عليه بتأهيل وتجهيز بعض المستشفيات المرجعية ودعمها بالكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات، ونشر فرق الجراحة الطارئة، وتعزيز خدمات الإحالة للتدبير العلاجي للإصابات التي تحدث بأعداد كبيرة، وتقديم الدعم في مجال بناء القدرات، إضافةً إلى تقديم خدمات الإحالة والرعاية الصحية الأوَّلية بواسطة العيادات المتنقلة والثابتة، وإجراء حملات التطعيم ضد شلل الأطفال والحصبة وتوزيع أقراص فيتامين (أ) في المخيمات والمحافظات كافة. وسيعمل البرنامج على تأمين مخازن رئيسة في عدنوصنعاء والحديدة لشراء وتخزين وتوزيع المستلزمات الجراحية وأدوات علاج الحالات الطارئة وسيارات الإسعاف مع توفير الوقود اللازم لها ولمولدات المستشفيات والمراكز الصحية الكهربائية. وأبدى مدير مكتب شرق المتوسط في «الصحة العالمية»، الدكتور علاء علوان، ارتياحه لما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونائب خادم الحرمين الشريفين وولي ولي العهد من دعم للقطاع الصحي اليمني. وعبَّر عن سعادته لتوقيع الاتفاق «الذي سيوفر دعماً للمنظمة لأداء واجبها في اليمن حيث سيكون له بالغ الأثر في تقديم الخدمة الصحية المتكاملة ومنع تفشي الأمراض السارية وتوفير العلاج لنحو 15 مليون شخص بحاجة ماسة لتوفير عديد من الخدمات كالمياه الصالحة للشرب وتقوية أنظمة الرصد الوبائي وغيرها». في الوقت نفسه؛ عدَّ العلوان الممرات الآمنة من المشكلات التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية في اليمن، وذكر أن الأممالمتحدة تعالج هذا الوضع، مضيفاً «نعمل على تأمين عمل المستشفيات قدر الإمكان». بدوره؛ توقَّع نائب وزير الصحة اليمني، الدكتور ناصر محسن باعوم، أن ينهي التعاون بين المملكة و«الصحة العالمية» كثيراً من المشكلات الصحية في بلاده.