بحسب تقارير دولية فإن السياح السعوديين هم أكثر إنفاقاً في العالم، بما يتجاوز عشرين مليار دولار سنوياً، طبعاً عدد السياح السعوديين 4.5 مليون سائح، ولنكن منصفين ربما أن 100 ألف منهم ينفقون نصف هذا المبلغ أي (10) مليارات دولار ووزع العشرة مليارات الأخرى على البقية. تبدأ مشكلات السياح السعوديين بالتأشيرات وحجوزات الطيران، وتنتهي بالجهل بأنظمة وقوانين الدول التي يقصدونها، حيث نشاهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي الصور والقصص المؤسفة، وقد وصل الحال ببعض الدول للتهكم على السعوديين ووصفهم بأبشع الأوصاف، إنها التصرفات غير المقبولة، فلا يمكن بمجرد أنك سائح تسمح لنفسك أو لأسرتك بالطبخ في الحدائق العامة وترك المخلفات وإغلاق الطرقات والرقص ورفع صوت الموسيقى بالسيارات الفارهة يا عزيزي"حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين". لا يعني أننا الأكثر إنفاقاً أن نكون الأكثر سوءاً الأكثر بشاعةً وأن نتجاوز المعقول ونخرج عن المألوف ونسيئ لأنفسنا وبلدنا ونشغل سفاراتنا بملاحقة قضايانا وتفاهتنا، نعم لنكن متصارحين مع أنفسنا ولا أعمم، ولكن هناك قلة من السياح مؤخراً توجهوا للسياحة الخارجية مستبدلين السياحة الداخلية، ربما لتحسن الأحوال الاقتصادية يتصرفون وكأنهم في جبال عسير أو في متنزهات الثمامة أو كشته على طريق القصيم، يسبحون بالملابس والعباءات ويتزلجون بقمصان النوم والجلابيات يضحكون بأصوات عالية يصورون ما يمكن تصويره وما لا يمكن تصويره، متجاوزين حقوق الآخرين ربما يعتقدون أن كل ما حولهم ليس حقيقياً وأنهم في عالم افتراضي غير مصدقين عناوينهم "الإهمال، اللا مبالاة، صور وانشر". يجب أن يتوقف كل هذا وأن تقوم وسائل الإعلام والمثقفون بنشر التوعية والنصائح وتهب السفارات السعودية ويترجل فارسها عن حصانه ليخرج علينا عبر وسائل التواصل أو بالوسائل الأخرى الرسمية وغير الرسمية، لينشر ثقافة السفر عن البلد الذي كلف بالعمل فيه. وأخيراً هو مقترح (كما أن لدينا هيئة للسياحة تعنى بسياح الداخل، يجب أن تكون لدينا هيئة للسياحة تعنى بسياح الخارج). سافروا استمتعوا ننتظر عودتكم سالمين وقد عكستم صورة رائعة عني وعنكم وعن المملكة (هيَّا لنغيِّر الصورة الذهنية إيجاباً).