أكثر ما أغبط تلك الشعوب التي تشعر وأنت تعيش بينهم بأنهم أسرة واحدة، وتسمع صوت ضحكاتهم العالية في الشارع أو المقهى. هناك شعوب تتعامل بقيم الحب والإنسانية وتنسى كل ما بينها من اختلافات مناطقية وحزبية ودينية. توحدهم إنسانيتهم وحبهم للوطن. نحن من أكثر الشعوب التي يمكنها التعايش والتآلف ونشر الابتسامة. فكلنا مسلمون ولله الحمد ولغتنا واحدة وبيئتنا واحدة، ونتشابه في العادات والتقاليد، وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، ماينقصنا هو زيادة الحب فيما بيننا، فما ينشر في وسائل الاتصال من قبل بعضهم ليس سوى بث للفرقة وإثارة النعرات. فكم من المواقع التي تكرس مفاهيم النزعات القبلية والمناطقية والطائفية. ما أن يخرج الكثيرون بعد أدائهم لصلاة من المسجد، إذا بهم يبدأون بتصرفات لا تنم إلا عن توتر وعدم احترام إن لم تكن عدوانية تجاه الآخرين، ويتجلى ذلك عند قيادتهم سياراتهم، حيث تكون النفوس ليست نفس التي كانت تؤدي صلاتها في خشوع. نعم نحن نحتاج إلى كم هائل من الحب الذي يهذب نفوسنا ومشاعرنا تجاه الجيران وزملاء العمل وفي الشارع وفي كل مكان. المشكلات الشخصية والأسرية والمشكلات المادية وغيرها كلها، ليست مبررات لأن نتعامل مع الآخرين بأسلوب لاينم عن الاحترام والمحبة. هناك من الشعوب التي عانت وتعاني من ويلات الحروب ومن الفقر والفاقة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، لكنهم مازالوا يحتفظون بوجوههم الباسمة السمحة والضاحكة والمتفائلة. نحن نعيش ظروفا أفضل من غيرنا ولله الحمد، ومع ذلك نجد كثيرين منا لا يعرف أحدهم كيف يبتسم، وقد يبتسم مع أناس معينين لكنه يتعامل مع الآخرين بنظرة حانقة وكأن الآخرين هم سبب مشكلاته الحياتية. الحب لايقف عند العائلة الصغيرة، لابد أن يتجاوزها ليشمل كل المجتمع وكل الناس، لأن ديننا الذي يحاول تشويهه بعضهم يأمرنا بالسلام والمحبة والابتسامة في وجه الآخرين بصدق. كم نتمنى أن نسمع الضحكات العالية والصادرة من أعماقنا وقد عمت كل مكان. علينا مشاهدة وجوهنا في المرآة ونحن عابسون.. كيف نبدو؟