دخل المعتقل الفلسطيني المضرِب عن الطعام، محمد علان، في حالة غيبوبة، في وقتٍ تعهدت «سرايا القدس» بالرد بالقوة حال استشهاده، مؤكدةً عدم التزامها بأي تهدئة مع المحتل في هذه الحالة. وذكر محامي علان، جميل الخطيب، أن مستشفى بارزلاي الإسرائيلي أبلغه مساء أمس الأول بدخول موكِّله المحتجز فيه في غيبوبة. وأعلن المحامي بعد وصوله إلى المستشفى واطِّلاعه على الحالة أن «الأسير (31 عاماً) وُضِعَ على أجهزة التنفس الاصطناعي وهو مُخدَّر وتم إعطاؤه حقنة وريدية من المياه والأملاح». وشدد على أن موكِّله ما زال في حالة الخطر والغيبوبة و«هناك لجنة طبية تجتمع الآن للتقرير النهائي في وضعه وحالته الصحية». في الوقت نفسه؛ أفادت المتحدثة باسم نادي الأسير الفلسطيني، أماني سراحنة، ب «تلقي محامي النادي اتصالاً من إدارة مستشفى بارزلاي يفيد بدخول علان في غيبوبة وبالعمل على إجراء فحوصات لدماغه وللرئتين». ورداً على سؤالٍ صحفي؛ قال متحدث باسم إدارة سجون الاحتلال إنه لا علم له بهذه المعلومات. ونُقِلَ علان، وهو محامٍ محتجَز منذ نهاية العام الماضي في سجن النقب، إلى المستشفى الواقع في عسقلان بعد تردي حالته الصحية خاصة مع رفضه تناول الفيتامينات واعتماده طوال فترة إضرابه عن الطعام (57 يوماً إلى الآن) على المياه. وهددت مصلحة سجون الاحتلال باستخدام التغذية القسرية معه، ما أثار جدلاً بين الأطباء الإسرائيليين ومخاوف لدى الفلسطينيين من تأثير التغذية القسرية على حياته. بدورها؛ ذكرت مصادر فلسطينية استناداً إلى اتصالات مع معتقلين في السجون الإسرائيلية أن شرطة الاحتلال رفعت من مستوى جاهزيتها في مختلف السجون تحسباً لأي ردود فعل في حال تدهورت حالة علان إلى الأسوأ. وأفاد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية، عيسى قراقع، ب «دفع إسرائيل منذ صباح اليوم (أمس) بأعداد كثيفة من أفرادها إلى مختلف سجونها وفرضت إجراءات جديدة مثل منع صلاة الجمعة في ساحات مراكز الاعتقال ومنع تحرك الأسرى في الأمكنة المخصصة لهم». وربط قراقع بين هذا الاستنفار و«وصول المعتقَل علان إلى مرحلة الاستشهاد، وتحسباً لأي ردود فعل من قِبَل الأسرى». وشارك حوالي ألف شخص في مسيرة داعمة للمعتقَل قرب قريته في نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة، حاملين صوره والأعلام الوطنية. ولوح مئات المحتجين الآخرين بصوره في البلدة القديمة في القدس، هاتفين «لا للإطعام القسري للسجناء». وتعتقل سلطات الاحتلال حوالي 6 آلاف فلسطيني موزَّعين على 18 سجناً لديها. ولفت قراقع إلى توجُّه أعضاء عرب في الكنيست إلى مستشفى برزلاي للتعرف على حالة علان، مضيفاً «تلقيت اتصالات تفيد بوجود متطرفين يهود بالقرب من المستشفى يطالبون بإعدامه». إلى ذلك؛ دعت حركة «الجهاد الإسلامي» في بيانٍ لها إلى «تصعيد الدعم والإسناد في كل مكان لعلان»، فيما تعهدت «سرايا القدس»، الجناح العسكري للحركة، بالرد بقوة «في حال استُشهِدَ الأسير». وأعلنت السرايا في بيانٍ لها أنها لن تلتزم بأي تهدئة مع المحتل في هذه الحالة. ووفقاً لنادي الأسير؛ يخوض 7 أسرى فلسطينيون بينهم علان إضراباً عن الطعام في سجون الاحتلال.