وصفت المفوضية الأممية العليا للاجئين وضع المهاجرين الذين يصلون بأعداد كبيرة إلى الجزر اليونانية قادمين من تركيا ب «معيب للغاية»، ودعت أثينا إلى التحرك بشكل عاجل، فيما أقرَّ رئيس الحكومة اليونانية، ألكسيس تسيبراس، بعدم قدرة بلاده على استقبال وإيواء أعدادٍ كبيرة، لكنه تعهد بتحسين الإجراءات ومراكز الإيواء. وحثَّ مسؤول المفوضية الأممية العليا للاجئين في أوروبا، فنسان كوشتيل، أثينا على «إدراك الطابع العاجل للمشكلة»، وطالب حكومتها بتحديدٍ عاجلٍ لسلطة واحدة تنسق التعامل مع اللاجئين وتعتمد آلية للمساعدة الإنسانية، مذكِّراً بأن لدى اليونان عدداً كبيراً من الثكنات الفارغة والأراضي غير المزروعة والمنظمات الإنسانية المستعدة للمساعدة. وأبدى كوشتيل في الوقت نفسه ارتياحه ل «المساعدات السخية التي يُقدِّمُها المجتمع المدني اليوناني». وتقدَّر المفوضية ب 124 ألفاً عدد المهاجرين الذين اتجهوا من تركيا إلى اليونان، لا سيما إلى جزر لسبوس وخيوس وكوس وسماموس وليروس بزيادة 750% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي. ووصل العدد في يوليو الفائت إلى 50 ألفاً بزيادة 20 ألفاً عن يونيو الماضي. وذكر كوشتيل أنه لم يرَ وضعاً معيباً للغاية كهذا في 30 عاماً عَمِلَ خلالها في المجال الإنساني، وأقرّ ب «تدني المساعدة المالية الأوروبية» وتأخرها. ودعا في تصريحاتٍ له أمس إلى «القيام بعمل جريء والتفكير خارج الإطار المعتاد». ونبَّه إلى تأثر باقي الدول الأوروبية التي تشكل مقصداً نهائياً للمهاجرين بالتقصير في استقبالهم وإيوائهم، محذراً من «كاليه أخرى»، في إشارةٍ إلى الوضع السيئ للمهاجرين في منطقة كاليه الفرنسية التي تعد معبراً لهم نحو بريطانيا عبر نفق بحر المانش. ويتكدس في كاليه نحو 3 آلاف مرشح للهجرة إلى بريطانيا. في المقابل؛ أعلنت أثينا عجزها عن استقبال وإيواء أعداد كبيرة من اللاجئين والمهاجرين، متعهدةً بتحسين مراكز الإيواء. ولاحظ رئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تسيبراس، خلال اجتماعٍ لحكومته خُصِّصَ لهذه المسألة أن «هذه المشكلة تتجاوزنا، فنحن نعاني من أزمة اقتصادية ونواجه أزمة إنسانية داخل أزمة». ووعد تسيبراس ب «اتخاذ تدابير لتحسين مراكز الإيواء وإجراءات تنسيق العمليات ونقل المهاجرين إلى داخل بلدنا بأسرع ما يمكن»، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة حكومته. وينام آلاف ممن يصلون إلى سواحل اليونان الشرقية القريبة من تركيا وبينهم أعداد من النساء والأطفال في العراء، حيث لا تتوفر مراحيض ومغاسل لأن أعدادهم تجاوزت قدرة السلطات المحلية على توفير الخدمات لهم. وكشف تسيبراس عن خطة لبناء مركز استقبال قرب أثينا لإيواء المئات من المهاجرين الذين ينامون حالياً في حديقة بعاصمة بلده. وشدد على التزامه ب «توفير بيئة مناسبة حيث يمكن للاجئين الإقامة في ظروف تحفظ كرامتهم، وسنفعل ما بوسعنا عملاً بالتزاماتنا الإنسانية بالقليل المتوفر لدينا». لكنه انتقد دول الاتحاد الأوروبي التي رفضت تقاسم عبء المهاجرين عبر نظام الحصص الذي اقترحته بروكسل، محذراً من أنه «لن يكون للاتحاد معنى إذا كان اتحاداً لدول تحرص على إرضاء مصالحها الخاصة».