مرّت أيام العيد سريعة، حملت معها أجمل اللحظات وأمتع الأوقات، لعل أكثر ما شدني في هذا العيد هو استمرار نجاح أغنية العيد لفنان العرب محمد عبده وسر شهرتها ووجودها بكل قوة في كل عام رغم أنها قديمة جداً فعمرها يقارب الأربعين عاماً، وقد صاغ كلماتها الأستاذ إبراهيم خفاجي ولحّنها وغناها فنان العرب في بدايات ظهوره على الساحة الفنية. هذه الأغنية الخاصة بالعيد ارتبطت بذاكرة ووجدان المواطن السعودي وأصبحت رمزاً للعيد ومظهراً من مظاهر الفرح، وتعتبر من أفضل وأجمل أغاني العيد التي تذكرنا بالزمن الجميل وصفاء النفوس رغم كثرة الأغاني التي قدمت بعدها عن العيد، ولكن تظل هذه الأغنية هي الأجمل والأصدق، خاصة أنها لاتزال إلى يومنا الحاضر تفرض نفسها على كثير من الإذاعات وشاشات التلفزة. يحدثني أحد الأشخاص بأنه لا يشعر بطعم العيد وفرحته إلا عندما يستمع إلى هذه الأغنية، وأخذت أتساءل: ما سر نجاح هذه الأغنية وصمودها كل هذه الفترة الطويلة؟ فوجدت أن ذلك قد يكون سببه أنها كانت تحمل كلمات راقية ومعبرة عن فرحة العيد، وامتزجت بلحن أكثر من رائع، وقُدمت بصوت فنان العرب المميز الذي بدوره استطاع أن يصل بها إلى قلوب الناس، خاصة وهي تعبر عن فرحة العيد وبكل صدق. الغريب في هذا الفنان أيضاً أنه قدمها وهو في سن مبكرة، وهذا يدل على موهبته الفذة في الأداء والتلحين. أغنية العيد لفنان العرب هي في نظري من تعلن قدوم العيد في قلوبنا المتلهفة والمشتاقة لأفراح العيد. تمر السنون ولاتزال هذه الأغنية تعيش في وجدان كل مواطن سعودي لارتباطها بكثير من الذكريات السعيدة في حياتنا. استمرار عرض هذه الأغنية وحضورها في أول أيام العيد هو تأكيد على نجاح هذا الفنان الذي قدم كثيراً من أجل إسعاد الناس ونثر الفرح في الدروب الحزينة والقلوب المتعبة. فنان يستحق الشكر والتكريم لأنه قدم لنا وللوطن كثيراً من الأعمال الخالدة التي لاتزال تعيش في ذاكرة كل مواطن سعودي يعيش على هذه الأرض الطاهرة، وستبقى أغنية العيد رمزاً للحب وللفرح وللسلام وللإخاء ولكل القلوب الطاهرة والنقية التي تبحث عن السعادة والمشاعر الصادقة. وقفة يا ولي الأمر فينا يا ملكنا يا حبيبنا أسمى آيات التهاني من قلوبنا.