أفادت مصادر مقرَّبة من قيادة حركة طالبان الأفغانية بتسمية أختر محمد منصور قائداً لها بعد وفاة الملا محمد عمر، في وقتٍ أعلنت إسلام آباد إرجاء الجولة الثانية من محادثات السلام بين الحركة وحكومة كابول. وانتخب مجلس الشورى في «طالبان»، خلال اجتماعٍ عقده أمس الأول خارج مدينة كويتا الباكستانية الحدودية مع أفغانستان، أختر محمد منصور بديلاً للملا محمد عمر الذي أعلنت أسرته أمس وفاته نتيجة المرض. وأكد مصدر حضر الاجتماع في كويتا انتخاب منصور بالإجماع لإمارة الحركة، مشيراً إلى قرب صدور بيان رسمي عن مجلس الشورى فيها لإعلان القرار. وكان مقرراً بدء الجولة الثانية من محادثات السلام بين كابول و«طالبان» اليوم الجمعة في محاولةٍ للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين، لكن إسلام آباد أفصحت عن تأجيل الجولة. وفي بيانٍ لها أمس؛ ذكرت الحركة أنها لم تُبلغ بعقد جولة جديدة من المحادثات مع الحكومة الأفغانية، لافتةً إلى عدم تلقي مكتبها السياسي ما يفيد بعقد لقاء مرتقب بين الجانبين في الصين أو في باكستان. وفي بيانٍ منفصل؛ أعلنت «طالبان» وفاة قائدها نتيجة المرض ما أثار شكوكاً بشأن مستقبل عملية السلام الأفغانية. ولم يظهر الملا عمر إلى العلن منذ التدخل الأمريكي في أفغانستان، الذي أطاح بحكم حركته في عام 2001. وتحدث الناطق باسم مديرية الأمن الوطني الأفغاني، حسي صديقي، عن «وفاة الملا عمر داخل مستشفى في كراتشيالباكستانية في ظروف غامضة». وطالما شهدت الأعوام الماضية شائعات حول وفاة زعيم «طالبان» أو حالته الصحية السيئة، لكن الإعلان الأخير اتصف بالمصداقية. وقد تشكِّل الوفاة ضربة للحركة التي تعاني أصلاً من انقسامات داخلية كبيرة. وفي بداية الشهر الجاري؛ عُقِدَت في باكستان جولة رسمية أولى من محادثات السلام الأفغانية في أول لقاء مباشر يهدف إلى إنهاء التمرد على الحكومة. واتفق الطرفان على اللقاء مجدداً في غضون أسابيع في خطوةٍ حظيت بإشادة دولية. لكن المحادثات فقدت زخمها حالياً، بحسب الباحث في مركز وودرو ويلسون الدولي في واشنطن، مايكل كوغلمان. ويعتقد كوغلمان أن «طالبان تمر حالياً بأزمة وجود مع إعلان وفاة قائدها»، متوقعاً تركيزها على بقائها و«ليس على المحادثات». وكان عددٌ من قادة الحركة الميدانيين شككوا في شرعية الوفد المفاوض ما ألقى الضوء على انقسامات داخلية. وساعد على ظهور الانقسامات أيضاً نشوء فرع لتنظيم «داعش» في أفغانستان. واجتذب الفرع عدداً من مقاتلي «طالبان» التي حذرت من التوسع في مناطقها.