دائما طاولات الاتفاق تخرج لنا بحلول سلمية مرضية لجميع الأطراف المشاركة بالاتفاق من خلال الوصول لحل مُرضٍ يكون أشبه بالانتصار لكل طرف. لكن ما حصل في مسرحية الاتفاق النووي لم يكن إلا انتصاراً باهراً للغرب على حساب كفة إيران التي أعلنت رفع الراية البيضاء والاستسلام على حساب مصالحها. خصوصا لو تم النظر للاتفاق من منطلق حساب الربح والخسارة تعتبر إيران هي الطرف الخاسر في ظل التنازلات التي قدمتها وتمس سيادتها وكرامتها بثمن بخس..! ربما تكون بسبب الضغوط التي مورست عليها في المنطقة لكن مما لا شك فيه وبعد سيل من تنازلات إيران تظل هي الطرف الخاسر وبلا منازع. وفي اعتقادي أنه من أبرز تلك الانعكاسات بخصوص الاتفاق النووي: * صمت المملكة العربية السعودية، ذلك الموقف الذي أحرج إيران وجعلها في حيرة من أمرها، كانت تحاول أن تستفز المملكة للتمكن من الحصول على مأخذ يصب لمصلحة إيران تجاه قضية اليمن لكن سياسة المملكة العربية السعودية الحكيمة أحرجت المخطط الصفوي وقتلت فرحتهم. * بالإضافة إلى الهجوم الصفوي غير المبرر على السعودية من خلال النباح الإعلامي عبر وسائل الإعلام المختلفة من أذناب تحركهم وتسيرهم إيران تبحث عن لحظة انتصار من خلال ردة فعل الموقف السعودي..! * ولا يمكن أن ننسى المشكلات الداخلية التي تمر بها إيران من قبل قضية الأحواز وقضية تدني مستوى حقوق الإنسان والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي أرهقت إيران رغم ذلك كله تزعم وتدعي إيران بأنها قادرة على حل مشكلات المنطقة، في ظل أطماعها التوسعية التي تخطط لها، والتدخل في شؤون دول الجوار، وبالتالي قدمت تلك التنازلات في ملف الاتفاق النووي بغية تنفيذ مشروعها الطامع في المنطقة، وربما نسيت أو تناست حل قضايا شؤونها الداخلية قبل التفكير في دول مجاورة..! صحيح أنها حررت أموالها المجمدة لكنها في ذات الوقت قيدت أنشطتها النفطية والبنكية والملاحية والتجارية ووافقت على تحجيم مخرجات برنامجها النووي وتعليق طموحاتها النووية وهكذا تكون إيران قد باعت سيادتها..!! ويبقى التساؤل هنا: هل نستطيع القول إن شعار إيران بعد الاتفاق النووي أصبح الموت للسيادة والموت للكرامة الإيرانية..؟!