لا أتصور في ظل الاستقرار الإداري والفني في النادي الأهلي أن يبتعد الفريق عن دائرة الترشيحات. الأهلي الذي حدد أهدافه المتمثلة في ترحيل اسمين أجنبيين وجلب بديلين لهما يبدو قادراً على الوفاء بطموحات أنصاره. لم يكسب الأهلي جولة الأجنبي الرابع، ولم ينجح في الحصول على ظهير أيمن رغم الضخ المالي الكبير، وهما محل عناية صناع القرار لمنح الفريق أفضلية على منافسيه في معمعة دوري لا يعترف بأنصاف الحلول. أجدني مُتعاطفاً مع رغبات المدرج الأخضر الطامح إلى فريق لا يشكو خللاً أو قصوراً، وأجدني منساقاً إلى تقدير كل الجهد الذي بذلته الإدارة وما ستبذله لإحداث فارق فني في منافسات الموسم، وأجدني مستغرباً من تذبذب القرار الشبابي وعدم نضج كلمته. الأهلي في حاجة إلى الدعم والاستقرار وتحفيز العاملين، فالجوانب المعنوية لا تقل كفاءة عن الجوانب الفنية. مدرج الأهلي هو صاحب المرحلة وعليه أن يتفهم مشكلة الكرة المحلية والأسلوب الذي تتعامل به إدارات بعض الأندية. الأهلي نادٍ سعودي وفي عالم العرض والطلب الأهلي حقق معادلة النصر لكنه ليس النصر، والدليل حالة الجفاء والتردد والرفض والمستندات الرسمية لا تكذب. إن تحكُّم بعض أعضاء الشرف (الدفيعة) في قرارات الأندية المصيرية وتحويل إداراتها إلى إدارات شكلية آفة رياضة مُستدامة. الأندية الكبيرة التي تتغنى بمفهوم الاحتراف يجب ألا تخضع لنظام الرجل الواحد، ويجب أن تكون شجاعة في تمرير قرارات أعضاء مجلس الإدارة عبر الشورية. ما حدث في قضية الشباب قد يكون في أندية أخرى، لكنه مسلسل يُعتبر الأسوأ على مستوى الرياضة المحلية وشهادة حقيقية على نمط من التعاملات الرياضية في وسط رياضي مترهل لا يريد النمو والتغير. تردد الإدارة الشبابية مرتين ليس أمراً احترافياً، ويفتح بوابة الأسئلة عن علاقة الناديين وعدم احترام طرف لآخر. كنتُ سأقبل برؤية الشبابيين لو كانت فنية ومن المرة الأولى، لكن ما حدث يؤكد على وجود نية في تحريك المادة إعلامياً وإلحاق الضرر النفسي بالأهلي. سقط الشباب الكيان في اختبار الأفراد ولم يكن على قدم النيات الحسنة وخسر ثقافة الاحتراف وخسر معه ثقة الوسط الرياضي عبر قضيتي هزازي ومعاذ.