لم تكن عودة التحرش بالفتيات والنساء بالطرقات والأسواق مفاجئة فقد اعتاد المجتمع على مشاهدة مقاطع الفيديو ولسان حاله يقول من أمن العقوبة أساء الأدب!. مقطع تلو آخر وحادثة تلو أخرى والجهات المعنية بالتشريع وصياغة الأنظمة أذنٌ من طين وأخرى من عجين، لماذا إذا غادر الشاب السعودي إلى خارج وطنه سائحاً أو زائراً أو دارساً يحترم السائرات في الطرقات والأسواق على الرغم من عدم تقيدهن بأزياء تغطي الجسد بشكل كامل وكلي، الإجابة على ذلك السؤال ليس بمعقد فالقانون الرادع هو السبب؟ نظام التحرش المرتقب الذي يتنصل من مناقشته مجلس الشورى ذراع الدولة التنظيمية سيكون رادعاً لمن يفكر في مضايقة العاملات أو المتسوقات والمتنزهات، لكن ذلك النظام المرتقب لن يرى النور في القريب العاجل وستبقى الجهات المعنية بحماية حقوق الآخرين مجبرة على إيقاع عقوبات تعزيرية غير رادعة وسيبدأ بعضهم بالصراخ قائلاً هن السبب فيما حدث لهن، فالمتحرش حملٌ وديع والمرأة والفتاة هي الشيطان الذي حول الحمل إلى وحش كاسر، فالزي سيتم اتهامه والخروج من المنزل بلا سبب أو محرم سيكون المبرر الرئيسي لدى قطاع عريض من أبناء المجتمع متناسين أن للمرأة حقوقاً وأن من واجبات الدولة الإدارة والتنظيم وحماية المجتمع فالمرأة والفتاة من المجتمع لهن حقوق وعليهن واجبات!. كثرة حوادث التحرش والمضايقات بالأسواق والطرقات والمتنزهات لا تفسير لها سوى أن تلك التصرفات تستغل غياب الأنظمة والقوانين الرادعة وتنفذ ما تم حشوه بالعقل من آراء وأفكار أدناها المرأة حلوى مغطاة وأعلاها المرأة نعجة مستعملة خلقت من أجل الرجل وشهوته الحيوانية. المتحرش فرداً كان أو مجموعة عبارة عن وحش كاسر لا يراعي قيماً أو عادات ولا يحترم الآخرين فالزي وسبب الخروج مبررات يسوقها المتحرش ومن يقف بصفه لتبرير الجريمة فالمتحرش ومن يبرر له حيوانات مفترسة بأجساد إنسية مريضة تنظر إلى المرأة على أنها سلعة جنسية وتحاول إيذاءها مستغلة غياب القانون الرادع فمن آمن العقوبة أساء الأدب!