- تشتكي في أحد مواقع الإفتاء تقول: أقتربُ من «الخمسين» ولم يطرق الباب أحد والسبب لأنني «سوداء» البشرة!..هكذا صارحوني أكثر من مرّة.. حتى أبناء بشرتي يبحثون عن البيضاء أو السمراء على الأقل!.. فجاوبوها بالجواب الشرعي التربوي التام.. – في كثير من البلدان العربية يطلقون مصطلح «عبد» على أصحاب البشرة السوداء رغم أنهم أحرار أبناء أحرار ورغم أن زمن «الرِّق» ولّى! – من كان خاضعاً للعبودية في زمن مضى يأتي معروفاً واضحاً جلياً لايخفى على أحد، ولكن «القوم» أدخلوا جميع أصحاب البشرة السوداء تحت مسمى «العبودية» دون تمييز وفرز، لكي يمنعوا الزواج منهم.. ثم ما المانع من الزواج بأحفاد من كانوا «عبيداً» في الزمن الغابر؟! – تقول القاعدة الأولى في الإنسانية: «إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوْا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ» وتقول القاعدة الأولى في الزواج: «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه».. إذاً مهما حاول «المجتمع العربي» أن يظهر بمظهر المتدين العصري الوسطي المعتدل المناهض للعنصرية فإن هذا «الموضوع» يكشفه على حقيقته! – المجتمع الذي يقول ولايفعل، ويقرر ولا يطبّق هو مجتمع «عبد»!، عليه أن يتحرر من هذه «الأغلال» ويصنع لأفراده بيئة وأرضية ليمارسوا آدميتهم ويقرروا إنسانيتهم! – وبعيداً عن «الزواج» فإن «السود» في مجتمعي يعانون من نظرة دونية تنبثق من «اللاوعي» الذي صاغته أيديولوجيا قذرة لاتعترف ب«دين» ولا تعرف أخلاقاً ولا تشعر بإنسانية! – فمن تسمية الرجل الأسود ب«الخال» أي «التابع» أو الفحل الأسود من الإبل -كما في كتب اللغة- وحتى صناعة النكت والقصص التي تخدع الناس بأن أصحاب اللون الأسود «سذّج»: يعرّي هذا المجتمع نفسه! – ترفض الدولة بأنظمتها وقوانينها هذا التمييز العنصري ولكن هذا المجتمع «العبد» من يحرره؟! – المجتمع الذي يصنع العبيد.. يصنع الطواغيت!