أعلنت المقاومة في عدن (جنوب اليمن) سيطرتها أمس على الجزء الأكبر من حي التواهي الذي يحوي منشآت مهمة كالقصر الرئاسي، ويُعد آخر معاقل الحوثيين في المدينة، في وقتٍ اندلعت اشتباكات عنيفة بين الموالين للشرعية والمتمردين في جبهتي صرواح والجفينة التابعتين لمحافظة مأرب (شرق) ما أسفر عن سقوط قتلى من الطرفين، فيما انفجرت سيارة مفخخة أمام منزل قيادي حوثي في شمال صنعاء. وأفاد المتحدث باسم مجلس قيادة المقاومة العدنية، علي الأحمدي، بسيطرة القوات التابعة للمجلس على معظم الشوارع في التواهي واستعادتها على الإثر قصر 22 مايو الرئاسي ومقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة والقاعدة البحرية ومقر الإذاعة والتليفزيون بعد مواجهات عنيفة استمرت لأكثر من 48 ساعة. وأكد الأحمدي، في تصريحات صحفية، بدء عملية تمشيط واسعة في الحي للقضاء على آخر جيوب الحوثيين وحلفائهم كونهم لا يزالون ينتشرون بأعدادٍ صغيرة فوق أسطح بعض المباني، ما يثير مخاوف من لجوئهم إلى قنص مدنيين وعسكريين بالبنادق. وأسفرت معارك التواهي، وفقاً لمصادر عسكرية، عن سقوط 28 قتيلاً خلال يومي أمس وأمس الأول. والقتلى هم 17 متمرداً و11 عنصراً من المقاومة، كما سُجِّلَ جرح عشرات آخرين. وأفصح الأحمدي عن أسر 40 حوثياً في الحي، مُقرَّاً ببقاء قصر المعاشيق الرئاسي الواقع في حي كريتر القريب في أيدي المتمردين، علماً أن معظم شوارع الحي خرجت عن سيطرتهم قبل أيام. وبالتزامن؛ وقعت اشتباكات مسلحة متقطعة في الضاحية الشرقيةلعدن، وعند مدخلها الشمالي نتيجة استمرار سيطرة قوات حلف (عبدالملك الحوثي- علي عبدالله صالح) على محور الطريق المؤدية إلى محافظة لحج المجاورة. وكانت المقاومة العدنية أعلنت الجمعة الماضية السيطرة على المدينة بالكامل باستثناء بعض الأحياء. وعلى الإثر؛ وصل فريق فني من الإمارات العربية المتحدة إلى اليمن للمشاركة في إعادة تأهيل مطار عدن الدولي، بحسب وزير النقل اليمني، بدر باسلمة. في الوقت نفسه؛ ارتفع عدد قتلى مجزرة حي دار سعد (شمال عدن) إلى 60 بحسب مصادر طبية. وكان الحوثيون وحلفاؤهم قصفوا الحي صباح أمس الأول بالمدفعية الثقيلة مستخدمين صواريخ كاتيوشا وقذائف هاون، وهو ما اعتبرته الحكومة الشرعية انتقاماً من المدنيين بعد تقهقر القوات المتمردة أمام المقاومة المدعومة بغطاء جوي من تحالف «إعادة الأمل». وقصف طيران التحالف أمس قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، والتي يستهدف الموالون للشرعية إخراج الحوثيين منها والسيطرة عليها وسط تأكيدات باقترابهم منها. وتكتسب القاعدة أهمية استراتيجية نظراً لاتساع مساحتها واحتوائها على عددٍ من مهابط الطائرات الحربية، ما قد يتيح للحكومة الشرعية استخدامها في العمل العسكري. إلى ذلك؛ اندلعت أمس مواجهات عنيفة في مدينة مأرب (شرق) بين المقاومة الشعبية من طرف والمسلحين الحوثيين مسنودين بقوات عسكرية موالية لعلي عبدالله صالح من طرف آخر. وتركزت المواجهات في جبهتي صرواح والجفينة ما أسفر عن مقتل 10 حوثيين على الأقل و3 مقاومين، بحسب مصادر. بدوره؛ شن طيران تحالف «إعادة الأمل» عدة غارات على مواقع يتمركز فيها المتمردون في صرواح والجفينة. وأبلغ قيادي في «مقاومة مأرب» موقع «المصدر أونلاين» اليمني بصد عدة هجمات نفذها الحوثيون وحلفاؤهم على مواقع متفرقة في الجبهتين. وأفاد بشنِّ التحالف 6 غارات جوية في منطقة تبة الدفاع في صرواح ما أدى إلى تدمير عربة مدرعة من «بي تي آر». وكانت المقاومة في المحافظة سيطرت أمس الأول إثر هجومٍ عنيف على 3 مواقع في منطقة الفاو التابعة لها بعدما كانت قوى التمرد تفرض وجودها في هذه المواقع. وعلى صعيدٍ مختلف؛ انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الجراف التي تعد أحد معاقل جماعة الحوثي في شمال صنعاء وسط معلومات أوَّلية عن سقوط ضحايا. وانفجرت السيارة خلف جامع المؤيد في الجراف الغربي، بحسب موقع «المشهد اليمني»، فيما أشار موقع «المصدر أونلاين» إلى وقوع الانفجار أمام بوابة منزل القيادي الحوثي، إيهاب الكحلاني، بالقرب من قاعة الأقمار وجامع المؤيد. وفي حين أعلن فرع تنظيم «داعش» في اليمن مسؤوليته عن العملية؛ تحدَّث مسعفون عن تسبُّبها في مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 7 آخرين في حصيلةٍ أوّلية قابلة للزيادة.