تعهدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيانٍ مشترك بملاحقة «الأيادي الآثمة»، التي فجَّرت أمس في غزة، سيارات تابعة للتنظيمين. وتعود ملكية ثلاث من السيارات الخمس، التي دُمِّرَت خلال 15 دقيقة فقط، إلى قياديين في كتائب عز الدين القسام، فيما تعود ملكية المركبتين الأخريين إلى عناصر من سرايا القدس. ووقعت التفجيرات شبه المتزامنة في حي الرضوان شمال غزة، التي تسيطر عليها حماس منذ عام 2007، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها حتى الآن. وأكد البيان المشترك أن «هذه الأفعال لن تثنينا عن دورنا، وواجبنا المقدَّس في حماية شعبنا، والدفاع عن أرضنا، والإعداد لمواجهة عدونا، فبوصلتنا نحو العدو، ولن يظفر المتربصون سوى بالخيبة، والعار». واعتبر البيان أن «هذه الأفعال الإجرامية تحمل عنواناً واحداً، وهو التساوق مع الاحتلال، وخدمة أهدافه». وأشار إلى «وضع الأدوات المأجورة المنفّذة نفسها في مربع الخيانة». متحدثاً عن «محاولة النيل من المقاومة في محاولات يائسة بائسة، في الوقت الذي يعيش فيه شعبنا الفلسطيني المجاهد الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية الغاشمة الأخيرة، وذكرى الملحمة البطولية العظيمة، التي خاضتها المقاومة ضد هذا العدوان الهمجي». ولم تقدم الشرطة التابعة لحماس أي معلومات، أو تفاصيل عن المنفذين المحتملين للتفجيرات، أو ملابساتها، مكتفية بالإقرار بتسببها في أضرار مادية. لكنها توعَّدت بعدم إفلات المنفذين من العقاب، معلنة فتح تحقيق. وذكر شهود أن قنابل وُضِعَت تحت السيارات المستهدَفة حينما كانت متوقفة أمام منازل أصحابها. وتعدُّ هذه الهجمات غير مسبوقة على عدة مستويات، فهي بمنزلة أول استهداف بالقنابل لجماعة الجهاد الإسلامي، وأول هجوم منسَّق، يستهدف هذا العدد من أعضاء الحركات الإسلامية في غزة. ومؤخراً؛ بث غزاويون التحقوا بتنظيم «داعش» في سوريا تسجيل فيديو يدعون فيه إلى مهاجمة الحركة المسيطرة على القطاع. وسبق استهداف عناصر من الحركة، ومبانٍ تابعة لها في عدة هجمات. ووقع الهجوم الأضخم مطلع مايو الماضي حين تبنَّت جماعة متشددة تسمّي نفسها «أنصار الدولة الإسلامية في بيت المقدس» إطلاق قذيفتَي هاون على موقع للتدريب تابع لكتائب عز الدين القسام. كما تبنَّت الجماعة هجوماً في يونيو الماضي، استهدف سيارة أحد عناصر جهاز الأمن. وفي الشهر نفسه؛ اعتقلت الشرطة التابعة لحماس عشرات الأشخاص من الأوساط السلفية الناشطة في القطاع. ويخشى محللون من تزايد نفوذ مجموعات تابعة ل «داعش» في القطاع، خاصة بين الشباب، الذين ترتفع نسبة البطالة بينهم. وتندد حركتا حماس، والجهاد الإسلامي باستمرار ب «داعش»، وأفاد مسؤول في الأولى مؤخراً أن حركته تريد الابتعاد عن النموذجين السوري، والعراقي، لأن ذلك سيكون بمنزلة هدية للاحتلال الإسرائيلي. ومؤخراً؛ هدَّد «داعش» بجعل غزة واحدة من مناطق نفوذه في الشرق الأوسط، متهماً المسيطرين عليها بأنهم ليسوا جادين بما يكفي لتطبيق الشريعة الإسلامية.