يندر هذه الأيام أن لا تجد خريج ثانوية عامة حاملا معه اللاب توب والآي باد، صباحا ومساء، وليس له هم سوى متابعة أخبار القبول في الجامعات علّه يجد اسمه صادرا في كشوفات إحداها. وبعض المواقع تقدم لمثل هذا الخريج روابط جميع الجامعات والكليات والمعاهد في مكان واحد تحفيزا له على تسجيل بياناته ومعلوماته في أكثر من جامعة ضمانا لوصوله إلى التخصص الذي يرغبه. يبدأ خريج الثانوية وهو مرتاح مسترخ في بيته بتحديد الجامعة التي يريدها والتخصص الذي يتناسب مع مساره وميوله.. كل ذلك يتم معه بيسر وسهولة بالغين. تلك السهولة والسلاسة في إجراءات القبول والتسجيل وفرت على الآلاف المؤلفة من خريجي وخريجات الثانوية العامة مشقة القدوم إلى الجامعات لتقديم أوراقهم وملفاتهم بل إنه يمكنهم إدراج صور وثائقهم ورفع صورهم الشمسية «زي سلامو عليكم»، حتى أن بعضا منهم يستطيعون الاستمتاع بإجازته الصيفية مع أهلهم خارج مدنهم، وقد أدوا فريضة الصيام الجميلة دون الحاجة الماسة للخروج في القيظ و«حمارة القايلة» والوقوف صفاً على أبواب مكاتب القبول والتسجيل. ثم يمضي اليسير من الوقت وتبدأ الجامعات والمعاهد في إعلان المقبولين من الطلبة في كلياتها والبرامج والتخصصات وتحديد مقاعدهم بحسب نسبهم دون تدخل من إدارة الجامعات في ذلك. تلك الشفافية والوضوح في قبول وتحديد كلية كل طالب وطالبة، بحسب ما يستحقه التقدير الموزون، وبحسب مدخرات أيام الثانوي وامتحانات التحصيلي والقدرات، باتا واضحين يستطيع كل طالب بكبسة زر التعرف على أعلى وأدنى نسبة للقبول، ويستطيع كل ولي أمر لو شاء الحصول على كشف كامل لأسماء المقبولين في الكلية بمنتهى السهولة دون قلق من تفضيل فلان على فلان ما لم يكن مستحقًا بحسب النظام. أنا لا أنقل هذه الصورة المشرقة من خيال، وربما كان ذلك خيالا قبل أعوام، لكن أنقله من تجربتي كعضوة هيئة تدريس في الجامعة التي اسمها من طيبة وهي جامعة طيبة، ومن خلال متابعتي لأخبار القبول والتسجيل كل عام، بل إن أي متصل أو مستفسر يستطيع التأكد من ذلك ليشعر وكأنه داخل قسم للطوارئ يترأسه عميد القبول والتسجيل دكتور خالد حمدان آل مسعود الذي يرابط ليلا ونهارا حتى لكأنه جندي على ثغر من الثغور، يجيب على الطلبات والاستفسارات في قسم الطلبة وفي قسم الطالبات تقوم بالدور ذاته الدكتورة رحمة السناني. كم من الأحلام حلمناها وتحققت، فقد يسر الله لأبنائنا الطلبة ما كنا نتمناه من وحدات القبول والتسجيل في الجامعات، يسر وسلاسة في التقديم وشفافية في القبول وخدمة خمس نجوم في مكاتب الموظفين.