هنالك حقيقة لم أكن أود قولها أو الاعتراف بها، ربما، وهي ضعف دور المرأة السعودية في مكافحة الإرهاب، في حماية أبنائها من أن يكونوا حطباً في أيدي عصابة داعش المجرمة، تسربت أرواح كثير من المراهقين السعوديين وأزهقت عبثاً بغفلة من الأم التي وقفت عاجزة لا تعرف كيف تتصرف مع ابن تتخطفه حافة «التدعش» والسقوط في حفرة النيران المستعرة. يجب ألا نكذب على أنفسنا أكثر، مراهق في العشرينيات ما الذي جعله يخرج عن طور أمه؟! لماذا لم تستطع حمايته من التغرير به وسحبه من أذنه ومنعه من الانضمام لعصابة الأشرار؟! كيف خرج عن طاعتها وقبل ذلك على نفسه أن يعق بها ويهرب تاركاً قلبها تستعر به النيران كما هي النيران التي سيحترق بها لاحقاً. السؤال: هل غالبية أمهات الدواعش تبدو عليهن مظاهر العزوف عن الحياة؟ إن كان الجواب بنعم فيجب سرعة تلافي الأمر بعد دراسته، وإن كان هناك شبه اتفاق أن بعض الكتب لها دور كبير في «تدعش» عقول أبنائنا، فدور الأمهات أكبر بكثير من دور تلك الكتب، كل أم تعرف ابنها أكثر مما يعرف هو نفسه، فقلبها دليلها، تعرف أعراض حمى التدعش، وتعلم متى يدخل مرحلة اللاعودة، وتفهم بشكل دقيق متى يلم أغراضه وحاجياته التي يحتاجها لحين إلقاء نفسه في حفرة الهاوية العبثية، ناهيك عما يُعرف عن الشاب السعودي ومدى أهمية الأم في حياته وتأثيرها على كثير من قراراته، لا يجب تصديق أن كل المراهقين الدواعش ضربوا الحائط بأمهاتهم وقلبوا لهن ظهور المجن ورموهن للعقوق؛ لذلك يجب علينا مواجهة خطر «تدعش» أبنائنا المراهقين عبر الأمهات، كم من مراهق لو استخدمت الأم عقلها معه وبلغت عنه السلطات لما خسرته ولما ارتكب جنون قتل العشرات من الأبرياء، كم من أم لو استغلت قلبها الحاني كدليل لاستعادت ابنها قبل أن يدنسها بلقب أم إرهابي، يجب أن نعي كنساء وكأمهات مع الأطفال والمراهقين كيف يمكن حمايتهم وإحكام الرقابة عليهم بشدة حتى لا يصبح الشاب السعودي أسهل الجنسيات التي يمكن العبث بعقله وتجنيده لخدمة الشيطان!