قامت القيامة لدى أنصار التيار «الداعشي» عندما بدأ القصبي في أولى حلقاته من مسلسل سيلفي وهو يظهر الحقيقة للمشاهد بطريقة كوميدية واقعية شاهدناها في بعض المحاضرات الدينية التي يقيمها بعض شيوخ الموضة في الآونة الأخيرة إما في قاعة ما أو في ساحة يجمعون بها بعض الشباب، وحينها تبدأ المسرحية الدينية التي يصنعونها في كل مرة، فتارة يقذفون، وتارة يلعنون، وتارة يحطمون آلات الموسيقى، وأخيراً أصبحوا يكفرون. لا أدري هل درسوا ما لم ندرسه نحن في مناهج الدين وتعلموا أن السب واللعن والتكفير مثل لوز يُقرمش؟ ولكن الدين الذي درسناه قال لا يجوز تكفير الناس إلا بشروط، والأَوْلى بالتكفير هو (ولي الأمر) وليس هؤلاء الذين يدعون أنفسهم حماة الدين! ولا يجوز اللعن ولا يجوز السب، والأعظم أننا في شهر رمضان.. شهر صيام وطاعة وليس شهر قذف ومحاربة لشخص قام بتجسيد الحقيقة عبر الدراما التليفزيونية أمام المشاهدين، وأوضح أن هذا الفكر فكر متخلف لا يمت للدين بصلة، وأن الدين ليس بثوب أعلى من عالي الكعب وليس بلحية لتكسب ود الأتباع، إنما هم شبه متدينين؛ فالعلماء الذين يَعلمون الدين الصحيح لم يقم واحد منهم على إنشاء محاضرة وإعطاء درس خارج نطاق الدين وتحطيم آلة موسيقية كي يحدث ضجة في المجتمع ويجعل القيل والقال تدور في المجالس، كل من يفعلون ذلك يرون الدين بمنظور مختلف، يريدون إحداث الضجة، يريدون كسب الشهرة على حساب الدين، وجمع شباب يصنعون منهم دروعاً تدافع عنهم عندما يعتلون الهرم ويحاربون بهم من حاربهم، ويطيرون بالسباب لمن كشفهم ويلعنونه ويكفرونه؛ لأنه أوضح حقيقتهم أمام الملأ، وشوه الصورة التي يتنكرون من خلفها «شخصية المتدينين» حتى يصبحوا الشيخ الفلاني ويترأسوا المفضلة لدى بعض المتشددين المتابعين لهم ولغيرهم ممن أخذ بعضهم العبرة واهتدى. لا أدري إلى ماذا يريدون الوصول، فكلما دخلوا في موضوع أفسدوه أمام العقلاء وأصبح جميلاً أمام الأتباع، يريدون التدخل في السياسة، والتدخل في الدين وتحريفه على أهوائهم، والتدخل فيما نشاهد ولا نشاهد وأين نسافر وأين لا نسافر، والتدخل في كل شيء، وإيضاح أنهم على حق والباقي على باطل، ذلك القليل لديهم، ولو أرادوا لأخرجوا ما في صدورهم، وما يعلمه إلا الله، إنه عليم بذات الصدور. يا من تتبعونهم وتحاربون من أجلهم، ليس الغد ببعيد، وسوف يتضح الحق مهما طال الزمن، ويعطى كل ذي حق حقه. لمحة: الدين يسر وليس عسراً.