يملك الثلاثيني السعودي عيد بن مخلد الجوهر أصغر متجر في سوق القصيم القديم المعروف ب”الجردة”، و الذي يحتل مكانة بارزة لدى مسني مركز قبة بمنطقة القصيم، ويتمسك الجوهر بمتجر أبيه بعد رحيله، ويعتبر من أشهر أسواق المركز، حيث كان السوق في الماضي يشهد حركة بيع وشراء ومحطا للقوافل، يتوافد عليه أبناء البادية كل جمعة لشراء ما تحتاجه أسرهم التي تقطن صحراء المركز، وكذلك بيع ما تعده نساؤهم من السمن البلدي والإقط واللبن آنذاك. ويعتبر يوم الجمعة أكثر أيام السوق ازدحاماً بين أيام الأسبوع، بسبب قربه من الجامع الكبير. و يصر الجوهر على البقاء في متجر والده، رغم انتشار الأسواق والمجمعات في المراكز ذات المواقع المميزة التي نقشت أشكالها الخارجية بأروع الألوان وتوشحت جدرانها الداخلية بأفضل الديكورات. ويروي الجوهر ل ” الشرق” أسباب استمراره وعشقه للمتجر قائلاً: “اعتدت منذ الصغر الذهاب مع والدي مخلد الجوهر رحمه الله للسوق وأصبحت أعشق هذا المتجر حتى بعد رحيله”. وأكد الجوهر أنه لا ينفي فكرة انتقاله لموقع آخر يتميز بحركة تجارية أكبر، لكنه جزم أنه لم يدر في خلده ترك المتجر، “ما لم يكن هناك قرار يقتضي إزالة السوق القديم”. و أشار الجوهر إلى أنه يبيع الأواني المنزلية كالدلال الرسلانية التراثية النادرة، وأباريق الشاي، إضافة إلى الأرز والقهوة بأنواعها، وكذلك الخيام، ومستلزمات الرحلات البرية. وأوضح البائع الشاب أن كثيراً من زملاء مهنته يمارسون النشاط نفسه، مقتصرين على بيع الأدوات النحاسية و مسلتزمات بيوت الشعر، لكن بعضهم توقف عن مزاولة البيع، إما لكبر سن أوالمرض، كما أن لعوامل التعرية دورا في انهيار عدة متاجر، إلا المتبقي منها أصبحت حالياً أماكن للتسلية يقصدها المسنون، من البائعين، و الزبائن فيجتمعون ليتشاركوا الروايات القديمة بينما يعرضون السلع البسيطة و الموسمية خاصة في الشتاء. ويعلل الجوهر ضعف الإقبال على السوق الشعبي بكونه مختصاً ببيع السلع الرجالية.