نختلف عن كل الشعوب في ردود أفعالنا وإطلاقنا الأحكام المختلفة على الآخرين بمجرد اختلافنا معهم أو عدم تقبلنا لآرائهم أو وجهات نظرهم حول أي موضوع أو قضية. ولعل ما حدث خلال هذا الأسبوع بعد عرض حلقة «الفنان التائب» للممثل ناصر القصبي وما صاحبها من هجوم وردود أفعال للمجتمع وصلت إلى حد التكفير الذي تزعمه أحد أئمة مساجد الواديين بعسير سعيد بن فروة دليل على ما هو خلف كواليس مجتمعنا. المشكلة في نظري ليست في اعتذار ابن فروة للفنان القصبي واستعراضه بحماية قبيلته ولا في تشكيل لجنة للتحقيق مع ابن فروة من قبل الشؤون الإسلامية لمحاسبته على تجاوزاته، بل فيما هو أبعد وأخطر من ذلك وهو وجود أكثر من ألف فروة، رجال ونساء في محافظات وقرى وهجر، يحملون ذات الفكر الديني المتشدد الذي يستسيغ التكفير لكل من يختلف عن نهجهم وفكرهم ورؤيتهم للدين وللناس وللحياة. إن حقيقة معظم هؤلاء سواء من المتعلمين بدرجات علمية مختلفة أو غير المتعلمين تتمركز حول الأمعة والتبعية المطلقة والمجردة فقط لأنهم نشأوا وتعلموا أن عقولهم فقط للتعبئة والترصيص وليست للتفكير والتبصير. همسة: الشؤون الإسلامية لا تزال غائبة كثيرًا عن الوعاظ وأئمة المساجد في القرى والهجر، وهرطقة تصريحاتها الإعلامية مجرد روتين بعيد عن الواقع.