بعد مرور ثلاث سنوات على الإصابة بين البشر بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) يرى العلماء وشركات الأدوية أنه لا يوجد عذر يبرر عدم التوصل إلى لقاح كان من الممكن أن يحمي من يصابون بالمرض الآن في كوريا الجنوبية أو يلقون حتفهم بسببه. تكشفت الحقائق وراء هذا الفيروس التاجي ببطء ويرجع ذلك جزئياً إلى رد الفعل المتحفظ الذي تعاملت به المملكة العربية السعودية مع تفشي المرض الذي يرجع إلى عام 2012. يعرف العلماء أن الفيروس ينتمي لنفس الأسرة التاجية التي ينتمي إليها فيروس متلازمة الجهاز التنفسي الحاد (سارس) وأنه نشأ على الأرجح لدى الخفافيش، وأن له صلة بالإبل، وأنه يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر. كما أانهم يفهمون أيضا بنيته الجزيئية. كل هذا يقدم تفاصيل علمية للباحثين للبدء في تطوير لقاح وهنا كشعور واضح بالاحباط بأن العمل للتوصل إلى لقاح لا يزال في بداياته. وتكمن المشكلة في أن شركات الدواء الكبرى لا تشعر بثقة في الجانب الاقتصادي لهذا اللقاح كما لم تعرض أي حكومة دعم هذا الجهد البحثي. وقال ادريان هيل الاستاذ الجامعي ومدير معهد جينر بجامعة اوكسفورد البريطانية "السؤال هو: إلى متى علينا أن ننتظر ولا نفعل سوى متابعة مثل هذا التفشي لأمراض قبل أن نصبح جادين بشأن اللقاح؟" وأضاف "لا يوجد ما يشير إلى اقترابنا من شيء بالنسبة للفيروس..ندور وندور منذ عام 2012 وهناك حقاً أدلة واضحة الآن على انتقاله من إنسان لأنسان." وقالت كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء إن 154 شخصاً أصيبوا بالمرض خلال التفشي الذي بدأ بعودة رجل أعمال من الشرق الأوسط.وتوفي بالفيروس 19 شخصاً. حدثت الغالبية العظمى من حالات العدوى والوفاة بالفيروس كورونا في السعودية حيث أصيب أكثر من ألف شخص بالمرض منذ عام 2012 وتوفي نحو 454 شخصاً. وظهرت إصابات أيضا في 25 دولة على الأقل من بينها الولاياتالمتحدة والصين وبريطانيا. ويمكن لفيروس كورونا الذي يسبب السعال والحمى ومشاكل تنفسية أن يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الرئوي والفشل الكلوي. ويعتقد بعض العلماء أن المرض عبر على الأرجح حدوداً دولية أخرى دون أن يتم رصده لأن تشخيص الإصابة بفيروس كورونا والتفرقة بينه وبين الأمراض التنفسية الأخرى التي تقتل المسنين والمرضى في المستشفيات قد لا يكون ممكننا دوماً. والمرض المعدي يحدث نتيجة فيروس كورونا وهو من نفس العائلة التاجية لفيروس سارس الذي قتل نحو 800 شخص على مستوى العالم عام2002-2003. معدلات وفاة عالية تكشف أرقام منظمة الصحة العالمية أن معدلات الوفاة بفيروس كورونا عالية أي بنسبة 38 في المئة مقابل نحو عشرة في المئة لفيروس سارس لكنه في الوقت نفسه ينتقل من شخص لآخر ببطء أكثر مما يجعله أقل خطورة حتى الآن. ويقول هيل "المرجح ان كوريا الجنوبية ستحتوي المرض. لكن هل كان علينا أن نخوض هذه المغامرة؟ لا. هل كان يجب علينا انتاج لقاح؟نعم. هل كان أحد يمكنه تحمل التكلفة؟ نعم حكومة السعودية. هل يجبفعل شيء ما؟ نعم على أحدهم ان يطور لقاحا لفيروس كورونا عاجلاً لاآجلا." وحتى الآن لم يقدم سوى عدد قليل من الشركات الصغيرة للتكنولوجيا الحيوية على العمل من أجل انتاج لقاح والابحاث لم تصل بعد إلى مرحلة التجارب الاكلينيكية. وتكتفي الشركات الكبرى مثل جلاكسو سميثكلاين بمتابعة الموقف.وقال ريبلي بالو خبير الأمراض المعدية في جلاكسو سميثكلاين الذي قاد أبحاث الشركة بشأن لقاح الايبولا "ليس لدينا برنامج نشط لفيروس كورونا لكننا بالقطع نفكر فيما سنفعل إذا تطور الأمر." وبالنسبة للشركات التي يحركها الربح تكمن المشكلة في من سيستخدم اللقاح ومن سيدفع التكلفة وما إذا كان هذا سيمثل سوقاً تجارية مربحة.