تمر الأحداث بسرعة فائقة، فيولد حدث من حدث وتنطلق مشكلة من شرارة مشكلة، وتحتار العقول أمام تهافت الأحداث الذي لا ينتهي، فصراع في العراق ومعارك الكر والفر ليس فيها غالب ولا مغلوب، وصراع الشام؛ تارة ينتصر فيه جيش الفتح وتارة يتراجع جراء ضربات داعش التي لا تنتهي حتى وإن كانت ضعيفة، وتفجيرات في بلادنا يقوم بها مراهقون من أبنائنا نزعت منهم عفويتهم وبراءتهم واستبدلت بأفكار عنف وتكفير راديكالية، حتى أصبحوا قنابل موقوتة جاهزة للتفجير، ليكون الوطن نسخة مما يحدث في الشام والعراق، وهجوم للعصابة التي أباحت دماء اليمنيين على الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، مصحوبا بصواريخ سكود لأول مرة. اليوم يريد أعداء الوطن أن يبعثروا الأوراق في الجزيرة العربية، يريدون حرباً طائفية أو احتلال أجزاء من الوطن، أو استهداف منشآت وشخصيات مؤثرة، لتدخل البلاد في فوضى ظانين أنهم يستطيعون إعادة ترتيب الأوراق بعد بعثرتها، ونسأل الله العظيم أن لا نرى ذلك في بلادنا، لأننا نعلم حجم المأساة لو حدث ذلك. من يعتقد أن نظم سلك المسبحة سهل بعد انفراطها فهو واهم ولا يدرك حقيقة الأمور، ولنا في التاريخ دروس وعبر، فقد ألقت تلك الفتن بظلالها على كثير منهم خير منا، فحارت عقولهم وزاغت قلوبهم وأبصارهم فلم يتحكموا بها وخرجت عن سيطرتهم، فكيف بحالنا ونحن أضعف منهم حكمة ورؤية. ولذلك حذر الشرع الإسلامي منذ أن بزغ نور الإسلام من الفتنة وطلب تجنبها، لأنها إن بدأت لا قدر الله فلن تنتهي ونحن بخير بل كالإعصار الذي يجعل ممره أرضا فاسدة مدمرة. ليس لنا مخرج من هذا المخاض إلا بالمحافظة على أرضنا ووطننا وحمايتهما من عبث العابثين، وتلاحمنا خلف قياداتنا والدعاء لهم ولرجال الأمن بالنصر والتوفيق.