لاشك أننا نعتز بوطننا ونحب له الخير والنماء والنعمة، واللحمة بين الوطن والمواطن هي أهم أسباب استمرار التطور الاجتماعي والحضاري في «مملكة الإنسانية واعتزاز السعودية بجنسيته»، أمر واضح في كل مكان فهذه الجنسية ولاء ووطنية وتعبير عن الفخر والاعتزاز بالانتماء لهذا الصرح العملاق، الذي أسسه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وسار على دربه الأبناء في تشييده، وبلاد الحرمين دائماً ترحب بمن وفد إليها من الأشقاء العرب وغير العرب من المسلمين من كل دول العالم، بشرط ألا يشكل «أحدهم خطراً على الوطن أو المواطن» وإلا فإن الإجراءات الحاسمة والعقوبات الزاجرة بكل قوة تنتظر المخالفين. وقد وفد إلينا في مملكتنا الغالية خاصة في «حفر الباطن» كثير من النازحين من دول الجوار، الذين استضافتهم المملكة العربية السعودية بكل أريحية، حتى أصبحوا أو كادوا أن يصبحوا مواطنين لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات، وتقدم كثير منهم للحصول على الجنسية السعودية، ومنهم من حصل عليها أيام المغفور له بإذن الله «الأمير نايف بن عبدالعزيز» -طيب الله ثراه- الذي كان يرى فيهم أبناء الوطن، ولكن ماذا كان جزاؤه -رحمه الله- صار الحمد والشكر بعد الله فيهم لصدام حسين، ولم ينل منهم صاحب الفضل إلا الطعن والتشويه. نريد غربلة كاملة لملفات النازحين وأخذ الأمر بجدية تامة وإلا فالعواقب وخيمة، ومن ظن من هؤلاء أن الاعتصامات التي ينادون بتنظيمها ستفيدهم، أو ستأتي لهم بحقوق أو ستكون سبباً في لي ذراع الحكومة، للاستجابة لمطالبهم دون عدالة فهو واهم، دولتنا قوية وحكومتنا متمكنة والداخلية يقظة لأي حركة تعكر صفو الأمن الذي نتمتع به في هذا الوطن الشامخ، إنهم كثيراً ما يتشدقون بحب الوطن وحكامه «آل سعود»، فليثبتوا ولاءهم أولاً وليبحثوا عن حقوقهم بالطرق السلمية إن كانت لهم حقوق، ويختاروا الوقت المناسب لمطالبهم وهم يعلمون بأننا في حالة حرب واضحة وصريحة مع إيران، وقد تساءل كثير من المواطنين الشرفاء «لماذا هذا الوقت بالذات، ولماذا يطالبون الإعلاميين والكُتاب بالوقوف معهم بالتشويش على عاصفة الحزم وحماية الحرمين الشريفين وحدودنا الدولية. إن الحكومية السعودية لا تؤثر عليها مثل هذه التصرفات الصغيرة، وعلى الإعلاميين والكتاب أن يعلموا أن الوطن عزيز على قلوبنا فلا تفضح نفسك وتبين رأسك بأنك عدو لهذا الكيان الغالي.