الإنسان مستخلف في هذه الأرض بمسؤولية كاملة في تنميتها وإصلاحها وليس بخرابها لأن للإنسان الحق في الاستمتاع بمواردها وبيئتها الفطرية التي خلقها الله سبحانه وتعالى من هواء وبحار وأنهار وصحراء وكثير مما أتحف وزين الله بها هذه الأرض، وهنا في بلادنا الغالية لدينا من البيئة المختلفة ما يوجد في البلدان الأخرى والفرق هنا يكمن في الحفاظ على هذه البيئة التي تعاني بلادنا من مخربيها ومحاربي نظافتها. فمن واجباتنا ومسؤولياتنا كمجتمع إسلامي أن نعرف معنى النظافة وقيمتها وللبيئة حق بحفظها وحمايتها للأجيال المقبلة، وأيضا هي عمل تضامني يحتاج إلى تضافر جميع الجهود للإبقاء على بيئة خالية من الأمراض والأوبئة.. دعاني إلى كتابة هذا الموضوع ما تتعرض له شوارعنا من انتهاكات التخريب ورمي ما خف من مخلفات الإنسان دون أي رادع وتشويه مناظر الشواطئ الجميلة التي خلقها على فطرتها من دمار لمرافقها العامة والعبث بمرافق المتنزهات التي وضعت للزائر وغيره.. ودائما ما نسرد قصص الإعجاب عن تصرفات الغرب وتعاملهم في بلدانهم مع جميع المرافق البيئية والمحافظة عليها بينما نغض الطرف عن تطبيق هذا السلوك الحسن والجميل في هذا المجال في بلدنا. لنا في إحدى مدن المملكة مدينة جميلة تنعم بأعلى مقاييس النظافة وأفضل المرافق والتنظيم بل حازت على المركز الأول ضمن محور الوعي البيئي متنافسة بذلك مع 11 مدينة على مستوى الوطن العربي في نفس المحور من خلال رفع مستوى الوعي البيئي لدى المجتمع بما في ذلك الوافدون الذين يشكلون نسبة كبيرة ويتمتعون بمزايا هذه المرافق العامة من خلال النشرات البيئية والأفلام التوعوية كما تضمن جهودها في المشاركة وتنظيم المؤتمرات والمعارض البيئية الدولية والمحلية وأعتقد أن هذا واجب باستطاعة كل مسؤولي إدارات البيئة في مدن المملكة تعزيز ونشر وتطبيق برامج التوعية المتعلقة بحماية البيئة والحفاظ على النظافة العامة، واعتبار أن جميع المرافق التي وضعتها الدولة ضمن ميزانيتها هي جزء من الممتلكات الخاصة بكل فرد في المجتمع، وهي ملك عام يخص الجميع، وعليه، فالحفاظ على بيئة نظيفة واجب وطني يحتم على أفراد المجتمع كافة العمل على إبقائه بالصورة الجميلة.